هومبريس – ع ورديني
شهدت الغابون، أمس السبت، حدثًا سياسيًا بارزاً، حيث تم تنصيب بريس كلوتير أوليغي نغيما رئيساً للبلاد، بعد فوزه الساحق في الإنتخابات الرئاسية التي جرت في 12 أبريل الماضي.
يأتي هذا التنصيب تتويجاً لمسار إنتقالي بدأ في غشت 2023، بهدف إستعادة الإستقرار السياسي و تعزيز الحكم الديمقراطي في البلاد.
أقيمت مراسم التنصيب في العاصمة ليبروفيل، بحضور عدد كبير من رؤساء الدول، و ممثلي الهيئات الدولية، و شخصيات سياسية بارزة.
وخلال أدائه اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية و أعضاء البرلمان، أكد نغيما أن هذه الخطوة تمثل عودة الغابون إلى النظام الدستوري، معرباً عن التزامه بترسيخ الديمقراطية وإجراء إصلاحات سياسية و إقتصادية تعكس تطلعات المواطنين.
الرئيس المنتخب شدد على عزمه مكافحة الفساد و تعزيز حكم القانون، معتبراً أن المرحلة القادمة ستشهد إجراءات تهدف إلى بناء إدارة فعالة تضمن حقوق الشعب و توفر مناخًا سياسياً أكثر شفافية.
كما أعلن عن موعد الإنتخابات التشريعية و المحلية المقررة في 27 شتنبر و11 أكتوبر المقبلين، في إطار إستكمال الإصلاحات الديمقراطية.
وفي سياق ردود الفعل الدولية، رحبت المجموعة الإقتصادية لدول وسط إفريقيا بهذا التطور السياسي، حيث أكد رئيس إفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا أن الغابون أصبحت الآن عضواً فاعلاً في المجتمع الديمقراطي الدولي، بعد مرحلة إنتقالية ناجحة أفضت إلى إنتخابات شفافة.
ويأتي هذا التنصيب في وقت تستعيد فيه الغابون مكانتها داخل الإتحاد الإفريقي، عقب قرار مجلس السلم و الأمن رفع تعليق مشاركتها في أنشطة المنظمة، مما يعكس إعترافاً دولياً بالتحولات السياسية التي شهدتها البلاد.
إلى جانب تأثيره السياسي و الإقتصادي، يُتوقع أن يسهم تنصيب الرئيس بريس كلوتير أوليغي نغيما في تعزيز الإستقرار الداخلي للغابون، مما يمهد الطريق لمشاريع تنموية جديدة و يفتح آفاقاً واسعة أمام الإستثمارات الأجنبية.
كما أن العودة إلى النظام الدستوري ستساعد في إستعادة ثقة المجتمع الدولي و تعزيز موقع البلاد داخل المنظمات الإقليمية و الدولية، و هو ما يمكن أن يكون عاملاً أساسياً في دعم النمو الإقتصادي و تحقيق التنمية المستدامة.
