حميد رزقي
في إطار تعزيز انفتاح المدرسة على محيطها السوسيو-مهني، وتنزيلاً لأدوار الحياة المدرسية كمقاربة تربوية لبناء شخصية المتعلمين وتوسيع آفاقهم، نظّمت ثانوية تانوغة الإعدادية، التابعة للمديرية الإقليمية لبني ملال ،خرجة تربوية ميدانية إلى مدينة بني ملال يوم الاثنين 3 يونيو 2025، استفاد منها عدد من التلميذات والتلاميذ المتفوقين ضمن برنامج التميز.
الزيارة، التي تندرج ضمن تنزيل مشروع المؤسسة وتفعيل برنامج عمل المختص الاجتماعي، أُشرف على تنظيمها وتأطيرها التربوي الأستاذ محمد الفاتحي (المختص الاجتماعي بالمؤسسة)، بتعاون مع الأستاذة سهام باهدي (أستاذة علوم الحياة والأرض)، والأستاذ عبد العالي تاغذي (أستاذ الاجتماعيات)، في تجربة تعليمية استكشافية تهدف إلى جعل الفضاء الخارجي امتداداً طبيعياً للتعلمات الصفية.
وقد شملت محطات الزيارة عدداً من مؤسسات التكوين المهني من بينها “معهد الصناعات الغذائية وزراعة الزيتون” و”مدينة المهن والكفاءات”، حيث أُتيح للتلاميذ التعرف عن قرب على عروض التكوين وفرص التأهيل المهني التي تفتح أمامهم آفاقاً واعدة لمساراتهم المستقبلية، ما يُسهم في بلورة اختياراتهم الدراسية والمهنية بناءً على قدراتهم وميولاتهم الشخصية.
وفي بُعد توعوي ذي حمولة حقوقية، احتضنت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ببني ملال ورشة تحسيسية حول حقوق الطفل، خاض خلالها التلاميذ نقاشاً تفاعلياً حول مفاهيم الكرامة، والمساواة، والمسؤولية، مع استحضار مضامين الاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية ذات الصلة، مما عزّز لديهم الوعي بالمواطنة والالتزام المدني.
ولم تخلُ الزيارة من لمسة ثقافية وبيئية، حيث شملت محطة طبيعية وتراثية متميزة بزيارة موقع “عين أسردون” وقصبته التاريخية، في لحظة تربوية بامتياز تستحضر البعد البيئي والهوياتي، وتُرسّخ قيم الانتماء وحب الطبيعة والاعتزاز بالموروث المحلي.
وتجسد هذه المبادرة إيمان المؤسسة بأهمية الأنشطة الميدانية في دعم الأدوار التربوية للمدرسة، من خلال تنمية الكفايات الحياتية لدى المتعلمين، وتعزيز حسهم النقدي والاختياري، في أفق إعداد جيل متوازن، واعٍ، ومنفتح، قادر على التفاعل الإيجابي مع محيطه والمساهمة في التنمية المجتمعية.
