
تعتبر مدينة بني ملال من المدن الجبلية التي استطاعت جذب آلاف السياح الباحثين عن الطبيعة الخلابة والهدوء ، وتتمتع بمناخ صحي معظم شهور السنة ، علاوة على ذلك تميزت بعراقتها التي لازالت بعض البنايات المعمارية شاهدة لها بذلك …
مع غروب الشمس ، وسط جبال الأطلس المكسية بالثلوج شتاءا والمخضرة ربيعا _وأنت بقصر بني ملال _ تلفت انتباهك كثافة أشجار الزيتون التي تحجب عنك منازل المدينة أحيانا .و مع نقص حركة الضجيج تسمع خرير المياه النابعة من عيون أسردون.
أول ما يلفت انتباه زوار المدينة هو تلك البناية التاريخية المخبأة بين أشجار الزيتون في أعالي بني ملال و المعروفة ب “قصر ملال ” أو ” قصبة بلكوش “والتي يعود زمن تأسيسها إلى القرن السابع عشر.
يستقبل القصر زوارا داخل المغرب من مدن مختلفة كما يستقطب سياحا من كل بقاع العالم، خاصة الدول الأوروبية لما يعرف على مجتماعتها من حب للسفر والطبيعة والتاريخ .وهو ما تتميز به المدينة بقصرها الشامخ أعالي الجبال.
حين تتأمل هذه البناية المعمارية ، للحظة تخال نفسك أمام إحدى الحصون التي دافع فيها المقاومون الاستعمار كما في حكايات الجدة .وأبعد من هذا قد يذهب بك خيالك أن تخال أنك إحدى سلاطين العصور الغابرة وأنت ترى المدينة بأكملها من إحدى جوانب القصر!
والحقيقة أن القصر بني من الحجر ، بأمر من السلطان العلوي المولاي إسماعيل سنة 1688 على علو 2274 متر ،رغبة منه في تحقيق الإستقرار والأمن في مدينة بني ملال ، وكذلك من أجل رؤية كل ما يجول في المدينة،
وبفضلها الآن ،يستطيع الزائر الآن الإستمتاع بالمنظر المطل على الحدائق الأندلسية التصميم المنتشرة في أرجاء بني ملال وعين أسردون، كما يمكن من خلاله رؤية معظم البنايات و أحياء مدينة بني ملال التي تقع تحت سفح الجبل المشيد عليه.
عرف قصر عين أسردون عمليات ترميم عديدة في فترة الاستعمار، وكان آخر ترميم عرفه سنة 2008 من طرف المجلس البلدي للمدينة،
غزلان برناوي