
عبد اللطيف ورديني
رغم قرار إلغاء صلاة العيد، سجّل تجار الملابس وأصحاب المحلات المختصة ببيع أزياء العيد إقبالًا ملحوظًا من الأسر الراغبة في اقتناء كسوة جديدة. يأتي هذا الإقبال في ظل ظروف اقتصادية صعبة يمر بها العديد من المواطنين.
وأكّد عدد من البائعين في تصريحات متطابقة أن حجم المبيعات ارتفع بنسبة تتراوح بين 20 و30 بالمائة مقارنة بالعام الماضي، لافتين إلى أن العائلات ترى في لباس العيد طقسًا لا يجب التخلي عنه حتى وإن غابت التجمعات والفرحة التقليدية.
تقول السيدة فاطمة، إحدى المتسوقات من بني ملال: «أنا أعلم أنّ لا صلاة ولا تجمعات هذا العام، لكنني لا أريد أن يحرم أطفالي من فرحة ارتداء جديد يسعدهم ولو لوقت قصير. نجعلها مناسبة رمزية تخرجنا ولو قليلًا من ضغوطات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي».
في المقابل، يرى بعض المختصين انعكاسًا لحسّ إنساني واجتماعي، ويرى أن «التشبّث بعادات العيد رغم إلغائها يعبّر عن حاجة العائلات إلى التماسك النفسي والاحتفاظ بجزء من الحياة الاعتبارية وسط حالات الانغلاق والقلق. فالزيّ الجديد يرمز إلى إشراقة نفسية تتجاوز صعاب اللحظة الراهنة».
وتشير تقديرات اقتصادية أولية إلى أن إنفاق الأسر على ملابس العيد قد يسهم في دفع جزئي لنشاط قطاع النسيج والتجزئة، رغم العجز العام في الحضور إلى المحلات.
بهذا التوازن بين الواقع الصارم والتطلعات الرمزية، تثبت الأسر تمسّكها بذكرى العيد وروحه الاجتماعية، حتى لو اقتصر الاحتفال على جلسات العائلة الصغيرة في المنازل ومشاركة صور التركية مع الأقارب عبر وسائل التواصل، مجسّدة بذلك أن اللباس جزء لا يتجزأ من فرحة الاحتفاء والعيد مهما تغيّرت ظروفه.