
حميد رزقي
أطلقت جمعيات وهيئات مدنية بجهة بني ملال خنيفرة نداءً جهوياً يدعو إلى إطلاق دينامية جمعوية منسجمة وفاعلة، تحت شعار: “الطريق نحو التغيير… يمر عبر الفعل الجماعي المنظم”، وذلك عقب اللقاء التشاوري المنعقد مطلع شهر يونيو 2025 بمدينة بني ملال، والذي اعتبرته الفعاليات المدنية لحظة تأسيسية في مسار إعادة تشكيل الفعل الجمعوي بالجهة.
النداء الذي حمل توقيع الهيئات المؤسسة لما سُمي بـ”الدينامية الجمعوية الجهوية”، يأتي في سياق تتزايد فيه التحديات البنيوية والهيكلية التي تُعيق مساهمة المجتمع المدني في التنمية الترابية وفي ترسيخ آليات الديمقراطية التشاركية، وهو ما دفع الموقعين إلى دعوة كافة مكونات النسيج الجمعوي إلى الانخراط في مسار جماعي جديد، يقوم على الاستقلالية والتعدد والانفتاح والتضامن.
ووفق ما جاء في نص النداء، فإن الهدف من هذه الدينامية يتمثل في إرساء أرضية جهوية للتشاور والتنسيق والترافع المشترك، بما يعزز من حضور وتأثير المجتمع المدني في صياغة وتقييم السياسات العمومية الترابية، ويرفع من نجاعة تدخلات الجمعيات، عبر تبادل الخبرات وتقوية القدرات المؤسساتية والتنظيمية والتقنية.
و شدد النداء على أهمية نبذ كل أشكال التفرقة والانتصار لثقافة الثقة والعمل المشترك، معتبرًا أن وحدة الصف الجمعوي ليست مجرّد شعار، بل ضرورة استراتيجية لمجابهة الإكراهات التنموية والديمقراطية التي تواجهها الجهة.
وأكدت الهيئات الموقعة أن اللحظة الراهنة تفرض تحمّل المسؤولية التاريخية، والانتقال من منطق التشخيص والتأطير النظري إلى مرحلة البناء الجماعي القائم على التعاون والتقاطع، بما يضمن تكامل الأدوار بين مختلف الفاعلين، ويعزز مكانة المجتمع المدني كفاعل أساسي في تحقيق التنمية المستدامة وترسيخ الثقة بين المؤسسات والمواطنين.
وختمت الجمعيات نداءها بتوجيه رسالة مباشرة إلى الفاعلين الجمعويين بالجهة، مفادها أن “الطريق نحو التغيير يمر عبرنا جميعًا… ولن يتحقق إلا بنا جميعًا”، في إشارة إلى ضرورة تملك الفعل المدني الجهوي بوعي جماعي وإرادة وحدوية تُعلي من شأن المصلحة العامة وتستحضر التحديات الوطنية والجهوية في زمن التحولات.