هومبريس – ج السماوي
يسير القطاع الفلاحي المغربي بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانته في السوق العالمية، خصوصًا في مجال إنتاج وتصدير الفواكه، حيث كشف تقرير حديث صادر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن المغرب يُصنّف ضمن الثلاثي الإفريقي الأول من حيث قيمة صادرات الفواكه، إلى جانب مصر وجنوب إفريقيا، في مؤشر واضح على التحول البنيوي الذي شهده القطاع خلال العقود الأخيرة.
ويُعزى هذا الأداء المتصاعد إلى تطوير البنية التحتية الفلاحية وتحسين سلاسل القيمة، ما مكّن المنتجين المغاربة من ولوج أسواق ذات قدرة شرائية مرتفعة، وعلى رأسها الأسواق الأوروبية الغربية.
وتُعد الحمضيات والعنب من أبرز المنتجات التي ساهمت في هذا النمو، بفضل جودة الإنتاج الوطني وتكامل مراحل الزراعة والتوضيب والتسويق، مما عزز تنافسية المغرب في السوق الدولية.
من جهة أخرى، يحتل المغرب موقعًا رياديًا بين أكبر منتجي الفواكه في إفريقيا، إلى جانب دول مثل الجزائر ونيجيريا ومصر، مستفيدًا من موقعه الجغرافي الاستراتيجي القريب من أوروبا، والذي يُتيح سرعة التوزيع والاستجابة للطلب المتزايد على الفواكه المتوسطية والطبيعية.
وقد سلط التقرير الضوء على نجاح السياسات الفلاحية التي اعتمدتها الدولة المغربية، خاصة من خلال مخطط المغرب الأخضر والجيل الأخضر 2020–2030، واللذين ركزا على تحسين الجودة، وتنويع الأسواق، ودعم الفلاحين الصغار والمتوسطين، إلى جانب تحديث سلاسل القيمة وتحفيز الابتكار في المجال الزراعي.
تحليليًا، يُمكن اعتبار هذا التقدم نتيجة مباشرة لتبني المغرب نموذجًا فلاحياً يُوازن بين الإنتاج الموجه للتصدير وتحقيق الأمن الغذائي المحلي، حيث باتت الفلاحة المغربية أكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات المناخية والاقتصادية، بفضل الاستثمار في التقنيات الحديثة والزراعة المستدامة.
كما يُتوقع أن يلعب القطاع الفلاحي المغربي دورًا محوريًا في تلبية الطلب الإقليمي والدولي خلال العقد القادم (2025–2034)، مما يُعزز تموقع المملكة كـقوة زراعية صاعدة في حوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، ويُكرّس حضورها في الأسواق العالمية كمصدر موثوق للفواكه عالية الجودة.
