الرئيسية

نضال مستمر من أجل إطلاق سراح ومعرفة مصير أبنائنا.. ندوة ببني ملال تُعيد ملف المهاجرين المفقودين إلى الواجهة

 

حميد رزقي

جدّدت عائلات مغربية فقدت أبناءها في مسارات الهجرة غير النظامية، مطالبتها السلطات المختصة بالكشف عن مصيرهم، بعدما مرّت سنوات من الانتظار دون أن تتوصل بأي معلومة رسمية حول ما إذا كانوا أحياء أم ضمن ضحايا الرحلات التي لم تكتمل.

وجاءت هذه الدعوة خلال ندوة تحسيسية نظمتها، اليوم السبت، الشبكة المغربية لصحافيي الهجرات والجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، تحت شعار «نضال مستمر من أجل إطلاق سراح ومعرفة حقيقة ومصير أبنائنا»، حول موضوع «حالات اختفاء المهاجرين المغاربة في البحر أو على الحدود: تعبئة إعلامية ومدنية من أجل الحقيقة»، وذلك بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ببني ملال.

اللقاء الذي حضره عدد من الصحافيين، والحقوقيين، والمتخصصين في قضايا الهجرة، وفاعلين من المجتمع المدني، تحوّل إلى فضاء إنساني مؤثر، عبّرت فيه عائلات المهاجرين المختفين عن معاناتها الطويلة مع الغياب والصمت، وسط دعوات متكررة بضرورة الكشف عن الحقيقة وإنهاء حالة الانتظار التي امتدت لسنوات.

العائلات القادمة من سوق السبت أولاد النمة، قصبة تادلة، قلعة السراغنة، العطاوية ومناطق أخرى، روت حكايات موجعة عن شباب غادروا الوطن بحثًا عن مستقبلٍ أفضل، غير أن أخبارهم انقطعت منذ لحظة الرحيل.

في إحدى اللحظات المؤثرة خلال اللقاء، رفعت سيدة خمسينية من سوق السبت صورة ابنها الغائب منذ أربع سنوات، وقالت بصوتٍ يرتجف:

«كان كيقول لي يا ماما غير دعي معايا نمشي وندير مستقبلي، وما رجعش من داك النهار. دابا ما عرفنا لا هو حي لا مات. كل صباح كنفيق على الأمل وكننعس على الحزن».

وأكدت السيدة أنها طرقت كل الأبواب، من السلطات المحلية إلى الجمعيات، دون أن تتلقى أي جواب رسمي يطمئنها حول مصير ابنها، مشددة على أن “أقسى ما في الغياب هو الصمت”.

في كلمته بالمناسبة، أوضح حسن العمراني، رئيس الجمعية المغربية لمساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، أن الجمعية «تواصل تعبئة كل الإمكانيات الممكنة لمعرفة مصير المفقودين، سواء في عرض المحيط الأطلسي أو في ليبيا أو الجزائر أو تركيا»، داعيًا الدولة المغربية إلى الكشف عن المعطيات التي تتوفر عليها حول هؤلاء المفقودين، و«تحمل مسؤوليتها في ضمان حق العائلات في الحقيقة».

كما دعت الشبكة المغربية لصحافيي الهجرات، إلى مزيد من الانخراط الإعلامي في هذا الملف الإنساني، معتبرة أن الصحافة «مدعوة إلى مواصلة تسليط الضوء على معاناة العائلات وإيصال أصواتها إلى الرأي العام».

الندوة اختُتمت بنداء مؤثر أطلقته الأمهات المشاركات، أكدن فيه أن معركتهن لن تتوقف حتى تُكشف الحقيقة، رافعات صور أبنائهن في صمتٍ ثقيل تختلط فيه الدموع بالدعاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق