الرئيسية

ترند “الشوكولاتة“ في المدارس المغربية.. تعبير عن التقدير أم محاولة للحصول على إمتيازات ؟

هومبريسم أبراغ 

في الآونة الأخيرة، انتشر عبر منصات التواصل الإجتماعي، ولا سيما “الفيسبوك”، ترند جديد يعرف بـ”الشوكولاتة”.

يوثق هذا الترند تقديم التلاميذ لهدايا عبارة عن شوكولاتة و حلويات متنوعة لأستاذتهم كنوع من التقدير.

هذا السلوك أثار جدلاً واسعاً بين مؤيدين يرونه تعبيراً صادقاً عن الإمتنان، و بين معارضين يعتبرونه محاولة للحصول على إمتيازات بطريقة غير نزيهة.

تعبير عن التقدير و الإحترام 

من وجهة نظر إيجابية، يعتبر البعض أن تقديم الشوكولاتة للأستاذة هي وسيلة راقية يعبر بها التلاميذ عن شكرهم للجهود المبذولة في تعليمهم. 

الهدايا الرمزية مثل الشوكولاتة تعتبر تقليداً شائعاً في العديد من الثقافات للتعبير عن التقدير، و يمكن أن تساهم هذه المبادرة في تعزيز العلاقة الإنسانية بين الأستاذ و التلميذ.

محاولة للحصول على إمتيازات 

لكن هناك من يخشى أن يتحول هذا الترند إلى وسيلة غير نزيهة للحصول على إمتيازات داخل الفصل. 

بعض التلاميذ قد يعتبرون أن تقديم الهدايا هي الطريقة للحصول على درجات أفضل أو معاملة مميزة، مما يؤدي إلى بيئة تعليمية غير عادلة و يقلل من قيمة الجهد الشخصي.

التأثيرات النفسية و الإجتماعية 

من الناحية النفسية، قد يواجه الأستاذة ضغوطاً لقبول هذه الهدايا، مما قد يؤثر على مهنيتهم و إستقلاليتهم. 

وفي الوقت نفسه، قد يشعر التلاميذ الذين لا يقدمون الهدايا بالتمييز و الظلم، مما يزيد من الفجوة بينهم و يؤثر على ديناميكية الصف.

السياسات و التوجيهات

للتعامل بفعالية مع هذه الظاهرة، يجب على المدارس وضع سياسات واضحة تنظم قبول الهدايا من التلاميذ. 

بالإضافة إلى ذلك، يتعين تنظيم حملات توعية تشمل التلاميذ و أولياء الأمور لتعزيز مبادئ النزاهة و العدالة في المجال التعليمي.

يمكن أن تشمل هذه السياسات تحديد قيمة رمزية للهدايا المسموح بها، أو تشجيع التلاميذ على التعبير عن إمتنانهم بطرق غير مادية مثل كتابة رسائل الشكر أو تقديم عروض فنية.

في نهاية المطاف، تظل الشوكولاتة مجرد رمز، لكن الأهمية الكبرى تكمن في غرس قيم النزاهة و الإحترام المتبادل في البيئة التعليمية. 

وبهذا النهج، نضمن تحقيق الأهداف السامية للتعليم، و نساعد في تكوين جيل واعٍ و مسؤول.

ومن الضروري أن يتعاون المجتمع التعليمي لإبتكار حلول تضمن بيئة تعليمية صحية و عادلة، مع الإبتعاد عن أي ممارسات قد تؤثر على نزاهة العملية التعليمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق