هومبريس – ي فيلال
رغم توقيع إعلان مبادئ مشترك في العاصمة القطرية الدوحة، اندلعت أمس الأحد معارك عنيفة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بين ميليشيات موالية للحكومة ومتمردي حركة “23 مارس”، وذلك في منطقة والونغو بمقاطعة كيفو الجنوبية، حيث شهدت منطقتا بواندي وموخونو مواجهات ضارية، وفق ما أوردته إذاعة “أوكابي” المحلية.
وتأتي هذه الاشتباكات بعد يوم واحد فقط من توقيع الطرفين على إعلان مبادئ ينص على وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات مباشرة تهدف إلى التوصل إلى اتفاق سلام دائم، على أن تنطلق هذه المحادثات في موعد أقصاه 8 أغسطس المقبل، وذلك بعد ثلاثة أشهر من المحادثات المكثفة التي احتضنتها الدوحة.
في هذا السياق، يُثير هذا التصعيد الميداني تساؤلات جوهرية حول مدى جدية الأطراف في الالتزام بتعهداتها، خاصة أن إعلان المبادئ تضمّن بنودًا واضحة بشأن احترام وقف إطلاق النار، مما يُضعف الثقة في المسار التفاوضي ويُعقّد جهود الوساطة الإقليمية والدولية، ويُعيد طرح إشكالية الضمانات الميدانية.
هشاشة الاتفاقات في ظل غياب الضمانات الميدانية
تُظهر هذه التطورات أن الاتفاقات السياسية، مهما كانت صياغتها دقيقة، تبقى عرضة للانهيار ما لم تُرافقها آليات تنفيذ واضحة على الأرض.
في هذا السياق، يُعد غياب مراقبين دوليين أو قوات فصل بين الأطراف عاملاً رئيسيًا في استمرار الخروقات، مما يُفسح المجال أمام تجدد العنف، ويُعيد إنتاج دوامة الصراع التي تُعيق أي تقدم فعلي نحو السلام والاستقرار.
الوساطة القطرية بين الطموح الدبلوماسي والتحديات الواقعية
من جهة أخرى، يُعكس احتضان الدوحة للمحادثات رغبة قطر في لعب دور دبلوماسي فاعل في تسوية النزاعات الإفريقية، وتعزيز حضورها في ملفات السلام الإقليمي.
علاوة على ذلك، فإن استمرار القتال بعد توقيع الاتفاق يُبرز حجم التحديات التي تواجه الوساطة، خاصة في ظل تعقيدات المشهد الكونغولي وتعدد الفاعلين المسلحين.
نجاح هذه الوساطة يتطلب، إلى جانب الدعم السياسي، توفير آليات متابعة ميدانية، وضمانات دولية قوية، وإرادة سياسية حقيقية من الأطراف المعنية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
