فن وثقافة

بالإبرة والخيط.. لطيفة شابة تبدع في فن الطرز من هواية إلى مشروع خاص بها

-فرح ايت الحوس-

للفن أشكال مختلفة لتقديم رسالة والتعبير عن الذات، فإضافة لأنه ينقي الروح ويزرع فكرا إبداعيا فيها، إلا أن المرء قادر على صنع فنه بيده، والتعبير من خلاله عن ما يعجز اللسان عن قوله، فن تخطى الحدود والعوائق، ليصل لكل شخص عبر كتاب أو شاشة تلفاز، مسرح أو سينما، في الشارع أو في مواقع التواصل الاجتماعي كمكان بديل لاحتضان الفن والهوايات، هذا ما اختارته لطيفة، لطيفة اوسار ذات 22 عاما، لجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتبين عملها اليدوي في فن الطرز.

من غرفتها بدوار اولاد برحيل إقليم تارودانت تمكنت لطيفة من ملأ الفراغ الذي كان في حياتها بعد توقفها عن الدراسة، وتخطت ما سمته بالصدمة النفسية بإبرة وخيط. استغلت حبها للرسم ومزجته بمعرفتها المسبقة بالطرز مند الصغر لتطور موهبتها خلال فترة الحجر الصحي واستغلت مواقع التواصل الاجتماعي لتوصل إبداعها.

أبدعت في طرز البورتريه لشخصيات معروفة، تفننت في أشكال مختلفة على الثوب بالإبرة والخيط، ليتعرف المغاربة عن أعمالها في مواقع التواصل الاجتماعي، ويتواصلون معها لتعد أشكالا يدوية خاصة بهم.

لم تتوقع لطيفة أن الطرز الذي كان يأخذ من وقتها أسبوعا في إعداد شكل واحد ستعتاد عليه يديها وتصاحب الإبرة لتصبح في اليوم الواحد تطرز شكلين مختلفين، مؤكدة أن الفضل يرجع لإصرارها على التعلم وتطوير الذات، والاستغناء عن كلمة مستحيل، مشيرة في قولها (لي عندو شي هواية مايحكرهاش)، فهوايتها اليوم أصبحت مشروعا خاصا بها تستقبل من خلاله طلبات لهدايا أعياد الميلاد، أعياد الزواج، المناسبات الخاصة وغيرها من الطلبات.

أعطت لطيفة قيمة كبيرة لما تفعله، تبدع في تطريزها بحب وإتقان، تختار نوع الثوب والخيط بعناية لتحظى بجودة عملها، رغم أن بعض الناس لا يقدرون قيمة العمل اليدوي إلا أن لطيفة أثبتت أن عملها يستحق، وأصبح كل من يرى منتوجها اليدوي يعود لأخذ المزيد منه ويشجعها على الإبداع، ما جعل أشكالها اليدوية المصنوعة في غرفتها بإقليم تارودانت تصل إلى خارج المغرب، فهناك من يفضل أن يرسل لأقربائه هدايا مميزة ومختلفة عن الهدايا النمطية.

لم تنسى لطيفة في حديثها مع هومبريس أن تتطرق لدور المرأة في المجتمع، وأنها يمكنها تحقيق نجاحات وسط محيط يحرم الفتاة من إكمال دراستها والنجاح في مسارها المهني، مؤكدة أنه لا فرق بين رجل وامرأة ، كل منهما يستطيع النجاح في مساره الخاص. بحيث تطمح لطيفة إلى توصيل فكرة أن الإنسان يستطيع النجاح من بدايات بسيطة ويتخطى العوائق وأن يطور من نفسه بنفسه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق