
هومبريس – ع ورديني
اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً، واحفظ المملكة المغربية و أهلها من كل سوء.
وما نشهده اليوم من مظاهرات في بعض المدن المغربية هو تعبير صادق عن نبض الشارع، و عن مطالب مواطنين يسعون إلى أن يُسمع صوتهم بوضوح، وأن يُعبّروا عن حقهم في حياة كريمة، و عدالة إجتماعية، و توزيع منصف للثروات.
فالإحتجاج السلمي حق مشروع و مكفول، وهو انعكاس لوعي الشعب و حيوية المجتمع، و دليل على يقظة وطنية مسؤولة.
في المقابل، لا بد من التمييز بين من يطالب بحقه بأسلوب حضاري وسلمي، و بين من يستغل هذه اللحظات لزرع الفوضى و التخريب.
فالمملكة ليست بحاجة إلى هدم، بل إلى بناء، و ليست بحاجة إلى نار، بل إلى نور.
فلا إصلاح يتحقق بالتخريب أو بالإعتداء على الممتلكات العامة و الخاصة، فهذه الممتلكات في النهاية هي ملك لأبناء هذا الوطن، و هي جزء من مستقبلهم الجماعي.
من جهة أخرى، فإن كل صوت صادق ينادي بالكرامة و العدالة و الحرية يستحق أن يُصغى إليه، لكن بشرط أن يُعبّر عنه بوعي و إنضباط.
فالسلمية وحدها هي التي تضمن وصول الرسائل إلى أصحاب القرار دون أن يُمسّ أمن المواطنين أو يُهدّد استقرار البلاد.
كما أن حب الوطن لا يُقاس بالشعارات، بل يُترجم إلى أفعال، و المغرب بلدنا جميعاً، و من يحب وطنه لا يخذله، بل يساهم في إصلاحه و يذود عنه بالحكمة و الصبر و الغيرة الصادقة.
لهذا، فالمطلوب اليوم أن يتحمّل كل طرف مسؤوليته : الدولة في الإستماع لمطالب المواطنين و الإستجابة لها بالجدية المطلوبة، و المواطنون في التعبير عن آرائهم بأسلوب مسؤول، بعيداً عن الفوضى و الإنفعال.
إن المملكة المغربية وطن عزيز، يستحق أن نحبه بالفعل قبل القول، وأن نرسم له مستقبلاً يليق بتاريخه و بأهله.
فلنحافظ عليه، و لنجعل من احتجاجاتنا مدرسة في الديمقراطية و السلمية، و من شوارعنا فضاءً للتعبير المسؤول، و من لحظات الغضب فرصة لبناء وطن أقوى، و أعدل، و أجمل.