
هومبريس – ج السماوي
هل فكرت يوماً أن فنجان القهوة الصباحي قد يكون أكثر من مجرد عادة يومية؟ قد يكون تفاعله مع بعض الأدوية سبباً في تقليل فعاليتها أو زيادة آثارها الجانبية، وفقاً لتحذيرات خبيرة الصيدلة ديبا كامدا من جامعة كينغستون.
القهوة ليست مجرد مشروب محفز، بل تحتوي على الكافيين، الذي قد يتفاعل مع مجموعة واسعة من الأدوية، مما يؤدي إلى أعراض غير مرغوبة مثل الأرق، الصداع، زيادة ضربات القلب، الدوخة، الإرتباك، أو حتى نزيف المعدة.
أدوية قد تتأثر بالكافيين :
– أدوية البرد و الإنفلونزا التي تحتوي على السودوإيفيدرين، حيث قد يؤدي تناولها مع القهوة إلى زيادة القلق و الأرق و تسارع ضربات القلب.
– أدوية الغدة الدرقية مثل ليفوثيروكسين، إذ يمكن أن يقلل شرب القهوة بعد تناول الدواء مباشرة من إمتصاصه بنسبة تصل إلى 50%.
– مضادات الإكتئاب من نوع SSRI مثل سيرترالين و سيتالوبرام، حيث قد تؤثر القهوة على إمتصاص هذه الأدوية مما يضعف فعاليتها.
– أدوية اضطراب فرط الحركة و نقص الإنتباه مثل الأمفيتامينات، و كذلك أدوية الربو مثل ثيوفيلين، حيث قد يعزز الكافيين تأثيرها المنبه، مما يزيد من خطر الأرق أو اضطراب ضربات القلب.
– أدوية القلب التي تنظم ضربات القلب أو تخفض ضغط الدم، حيث قد تقلل القهوة من فعاليتها.
– أدوية هشاشة العظام مثل أليندرونات، حيث يُنصح بالانتظار 30 إلى 60 دقيقة قبل تناول القهوة أو الطعام بعد تناول الدواء.
الكافيين لا يقتصر على القهوة فقط، بل يوجد أيضًا في الشاي، المشروبات الغازية، و الشاي الأخضر، مما يعني أن تأثيراته قد تكون أكثر إنتشاراً مما يعتقد البعض.
كما تختلف إستجابة الأفراد للكافيين، فبينما قد لا يتأثر البعض إلا بعد ثلاث أكواب، قد يعاني آخرون من أعراض بعد كوب واحد فقط.
كيف تتجنب التفاعلات السلبية؟
– انتظر 30–60 دقيقة بعد تناول بعض الأدوية قبل شرب القهوة.
– راقب الأعراض، و قلّل من الكافيين إذا شعرت بأرق أو تسارع في ضربات القلب.
– فكّر في التحول إلى القهوة منزوعة الكافيين إذا كنت تتناول أدوية حساسة.
إذا كنت تتناول أدوية بشكل منتظم، فمن الأفضل إستشارة الطبيب أو الصيدلي لمعرفة ما إذا كان الكافيين قد يؤثر على فعاليتها.
فالتفاعل بين القهوة والأدوية قد يكون غير متوقع، لذا فإن الوعي بهذه التأثيرات يمكن أن يساعد في تجنب أي مضاعفات صحية غير مرغوبة.
إضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن تناول القهوة بكميات كبيرة قد يؤثر على إمتصاص بعض المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والحديد، مما قد يؤدي إلى نقص في هذه العناصر لدى الأشخاص الذين يعتمدون على القهوة بشكل يومي.
لذا، يُنصح بمراعاة التوازن الغذائي عند إستهلاك المشروبات المحتوية على الكافيين.
كما أن هناك إختلافات فردية في استقلاب الكافيين، حيث أن بعض الأشخاص يمتلكون قدرة أعلى على التخلص منه بسرعة، بينما يعاني آخرون من تأثيراته لفترات أطول.
هذا الإختلاف الجيني قد يفسر سبب تفاوت ردود الفعل تجاه القهوة بين الأفراد، مما يجعل من الضروري مراقبة تأثيرها على الصحة الشخصية.