
هومبريس – ع ورديني
تمكن المغرب من الظفر بمقعد داخل مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، عقب الإنتخابات التي جرت بمقر المنظمة في مونتريال الكندية، ليُعزز بذلك حضوره ضمن واحدة من أبرز الهيئات العالمية المعنية بالملاحة الجوية.
وقد حصلت المملكة على 162 صوتاً من أصل 175، محتلة المرتبة الثانية بعد الإمارات و قطر، اللتين نالتا 170 صوتاً لكل منهما، في مؤشر واضح على الدعم الدولي الواسع الذي حظي به الترشيح المغربي.
هذا التتويج يُعد ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة قادتها وزارة النقل و اللوجستيك بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية، من أجل حشد التأييد و تعزيز صورة المغرب داخل المنظمات متعددة الأطراف.
كما يُبرز هذا النجاح المكانة المتنامية للمملكة في قطاع الطيران المدني، و يُعكس الثقة التي تحظى بها على المستوى الدولي في ما يتعلق بالسلامة الجوية و التدبير المؤسساتي.
وفي تصريح عقب الإعلان عن النتائج، أكد وزير النقل و اللوجستيك، السيد عبد الصمد قيوح، أن هذا الفوز يُجسد العمل المنسق بين مختلف المؤسسات الوطنية، و يُعزز إشعاع المغرب في المحافل الدولية.
كما شدد على أهمية هذا التمثيل في دعم الإستراتيجية الوطنية لتطوير البنيات التحتية الجوية، و توسيع شبكة المطارات، و تعزيز أسطول الخطوط الملكية المغربية.
وأوضح الوزير أن المملكة تُراهن على جعل مطار محمد الخامس بالدار البيضاء محطة محورية تربط إفريقيا بمختلف قارات العالم، بما يُكرّس دور المغرب كصلة وصل إستراتيجية في مجال النقل الجوي الدولي.
كما أشار إلى أن التواجد داخل مجلس “إيكاو” يُتيح للمغرب المساهمة الفعلية في صياغة السياسات العالمية المرتبطة بالملاحة الجوية، و تبادل الخبرات مع الدول الأعضاء.
ويُعكس هذا التتويج نجاح النموذج المغربي في تطوير قطاع الطيران، من خلال الإستثمار في التكوين، الرقمنة، و تحديث البنية التحتية، إلى جانب الإنخراط الفعّال في المبادرات الدولية ذات الصلة.
كما يُبرز قدرة المملكة على التفاعل مع التحديات الجديدة التي تواجه القطاع، خاصة في ما يتعلق بالإستدامة، الأمن الجوي، و تسهيل التنقل بين الدول.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس “إيكاو” يُعد جهازاً دائماً تابعاً للجمعية العامة للمنظمة، و يُعنى بإدارة شؤونها و اتخاذ القرارات المرتبطة بالملاحة الجوية الدولية، بما في ذلك تعيين الأمين العام، و اعتماد القواعد و التوصيات التقنية التي تُنظم المجال الجوي العالمي.
ويُشكل التواجد داخل هذا المجلس فرصة إستراتيجية للمغرب لتعزيز حضوره في صناعة الطيران العالمية، و توسيع دائرة تأثيره في السياسات الدولية ذات الصلة.