هومبريس – ع ورديني
في إطار جهوده المتواصلة لتعزيز الطاقة النظيفة و الحد من الإعتماد على المصادر التقليدية، منح المغرب شركة كير الفرنسية (Qair) التراخيص اللازمة لإقامة مشروعين رائدين في قطاع الطاقات المتجددة.
يشمل المشروع الأول مزرعة رياح بمنطقة تطوان، فيما سيركز المشروع الثاني على محطة للطاقة الشمسية في تزنيت، بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 178 ميغاواط، مما يعادل 505 غيغاواط/ساعة سنوياً.
من شأن هذه الإستثمارات أن تعزز قدرة المغرب على توفير طاقة نظيفة و مستدامة، بما يساهم في تقليص الإعتماد على الوقود الأحفوري و دعم مساعيه لتحقيق الإنتقال الطاقي.
فبينما ستدفع مزرعة الرياح في تطوان نحو توسع إستخدام طاقة الرياح، ستشكل المحطة الشمسية في تزنيت خطوة رئيسية في إستغلال الطاقة الشمسية التي تتميز بإنتاجية مرتفعة على مدار العام، خصوصاً في الجنوب المغربي حيث معدل الإشعاع الشمسي مرتفع.
التراخيص الممنوحة تأتي في مرحلة حاسمة ضمن إستراتيجية المغرب الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة و تقليل الإنبعاثات الكربونية، مما يعزز مكانته كوجهة رئيسية في مجال الطاقات المتجددة على المستوى الإقليمي و الدولي.
هذه المشاريع لا تمثل فقط تقدماً في المجال البيئي، بل تؤكد أيضاً التزام المملكة بجذب الإستثمارات الأجنبية و تطوير بنيتها التحتية الطاقية، مما يعزز الإقتصاد الوطني و يوفر فرص عمل في المناطق المستفيدة.
مع توجه العالم نحو حلول مستدامة لمواجهة تحديات المناخ، يكرّس المغرب جهوده في بناء مستقبل طاقي أكثر نظافة و كفاءة، مما يجعله نموذجًا رائداً في المنطقة، و يدعم مساعيه للتحول إلى “المغرب الأخضر” كوجهة مستدامة للطاقة المتجددة و التعاون الدولي في هذا المجال.
إلى جانب الأثر البيئي و التنموي لهذه المشاريع، فإن تعزيز الإستثمار في الطاقة المتجددة يعكس توجه المغرب نحو تحقيق الإكتفاء الطاقي و تقليل الإعتماد على الواردات الطاقية، مما يساهم في تحقيق إستقرار إقتصادي طويل الأمد.
كما أن هذه المشاريع ستوفر فرصاً جديدة للإبتكار التكنولوجي في مجال الطاقة، حيث يُنتظر أن تدعم البحث العلمي و تطوير حلول أكثر كفاءة لمواكبة التطورات العالمية، و تعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي رائد في مجال الطاقات البديلة.
