
هومبريس – عادل المحبوبي
في إطار الحرص على تعزيز حضور الإتحاد المغربي للشغل (UMT) داخل الوسط التربوي، احتضنت مدينة الفقيه بن صالح، يوم السبت 24 ماي الجاري، أشغال المؤتمر الإقليمي التأسيسي للمكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم، بحضور عدد وازن من مناضلات و مناضلي النقابة، و ممثلين عن المكتبين الوطني و الجهوي، بالإضافة إلى فعاليات تربوية و نقابية.
وقد أسفرت أشغال هذا المؤتمر، الذي مر في أجواء ديمقراطية و تشاركية، عن انتخاب الأستاذ محمد المهدي كاتباً إقليمياً للجامعة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل بمديرية الفقيه بن صالح، إلى جانب تشكيل مكتب إقليمي يضم طاقات شابة و كفاءات تربوية تنتمي لمختلف المؤسسات التعليمية بالإقليم.
وفي كلمة له عقب انتخابه، عبّر محمد المهدي عن اعتزازه بثقة المؤتمرين، مؤكداً التزامه الكامل بالعمل إلى جانب كافة المناضلين و المناضلات من أجل تعزيز التنظيم النقابي، و الدفاع عن كرامة نساء و رجال التعليم، و التصدي لكل أشكال الحيف و التراجع التي تطال المدرسة العمومية و مواردها البشرية.
شهد المؤتمر مداخلات قوية من عدد من القيادات النقابية، حملت رسائل واضحة و دعوات صريحة إلى التنظيم و الوحدة في مواجهة التحديات التي تعصف بالقطاع التعليمي.
محمد خفيفي، النائب الأول للكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم، ركز في كلمته على “ضرورة الحفاظ على مقر الإتحاد المغربي للشغل بالفقيه بن صالح باعتباره ذا رمزية نضالية”، كما انتقد بشدة حالة “الارتباك التي تعيشها وزارة التربية الوطنية، في ظل ما أسماه بـ”غياب الإنسجام و التماطل في معالجة الملفات العالقة”، خاصة المرتبطة بالنظام الأساسي، مثل المادة 81 التي تواجه بتبريرات واهية من قبيل إنتظار موافقة وزارة المالية أو الحل في إطار الحوار المركزي، الذي لم يأتِ بجديد.
وشدد عضو لجنة الحوار المركزي بوزارة التربية الوطنية على أن “تغيير الكاتب العام للوزارة لم يحدث أي تغيير ملموس على مستوى منهجية العمل، مما يدل على غياب إرادة حقيقية لاتخاذ قرارات جريئة، مثل تقليص ساعات العمل أو مراجعة بعض المواد الملتزم بها في النظام الأساسي و التعويض التكميلي إلى جانب التعويض عن العمل في المناطق النائية”.
كما دعا خفيفي في كلمته إلى “تأسيس تنظيم نقابي قوي و متماسك قادر على مواجهة مخططات الإقصاء و الفساد، و صون كرامة الشغيلة التعليمية على مستوى مديرية الفقيه بن صالح”.
سيدي محمد النوري، الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم بجهة بني ملال خنيفرة، أكد في مداخلته أن “الدفاع عن المدرسة العمومية اليوم هو دفاع عن مستقبل أبناء هذا الوطن”، منتقداً السياسات العبثية للوزارة التي “صارت مهتمة بالنشاطات بدل الأنشطة، و بالهيب هوب بدل المنهاج التربوي”، كما شدد على أن “الجامعة الوطنية للتعليم تنظيم مستقل لا يتبع أي حزب، و قراراته نابعة من قناعات مناضليه”.
سعيد اسماهلي، الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم بجهة الدار البيضاء سطات و عضو لجنة الحوار المركزي، نوه هو الآخر بـ”أهمية إعادة الإعتبار لمقر الإتحاد المغربي للشغل بالفقيه بن صالح”، مستعرضاً مسارات الحوار مع وزارة التربية الوطنية، و ما يشوبها من “تعثرات متكررة و تهرب واضح من تنفيذ الإلتزامات”.
وأكد اسماهلي أن “الجامعة الوطنية للتعليم مستمرة في النضال و التصعيد المسؤول حتى تحقيق مطالب الشغيلة التعليمية، و في مقدمتها إنصاف المتضررين و إصلاح المنظومة التعليمية على أسس عادلة و شفافة”.
من جهته، أكد محمد بكار، عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للتعليم، في تصريح للجريدة أن “تأسيس المكتب النقابي الجديد للجامعة الوطنية للتعليم بالفقيه بن صالح يشكل إضافة نوعية في البناء التنظيمي للنقابة، و يعكس وعي مناضلي و مناضلات القطاع بالإقليم بأهمية التكتل لمواجهة التحديات المطروحة على الساحة التعليمية”.
وأكد أن “المرحلة الراهنة تستوجب من وزارة التربية الوطنية تحمّل مسؤوليتها كاملة، و الكف عن سياسة الهروب إلى الأمام، وذلك عبر الإستجابة الفعلية لمطالب الشغيلة و إنقاذ المدرسة العمومية من أزمتها المتفاقمة”.