الرئيسية

بيرلاند.. أول مملكة إنسانية في العالم : نموذج معاصر للدبلوماسية الإنسانية و التنمية الشاملة

هومبريسبقلم : د. فارس يغمور  

عميد المعهد العالي لحقوق الإنسان و العلوم الدبلوماسية

في زمن تتصارع فيه المصالح السياسية و الحدود القومية، تنبثق مبادرات إنسانية تحمل في جوهرها قيم السلام، و العدالة، و التضامن بين الشعوب.

وفي مقدمة هذه المبادرات تبرز مملكة بيرلاند، كأول دولة إنسانية في العالم، تأسست على أرض بيرطويل بين مصر و السودان، أرضٌ حرة، لا تُعد إنفصالية ولا منشقة عن أي جهة، و تسعى إلى إعادة تعريف مفهوم الدولة على أساس الحقوق و الكرامة الإنسانية، لا على الجغرافيا و الصراعات.

النشأة و الإعترافات الدولية

تأسست مملكة بيرلاند رسمياً في عام 2015، و قد اعتمدت حياداً مطلقاً في سياساتها، دون انتماء لأي محور أو تحالف سياسي.

وحصلت المملكة على اعتراف رسمي من جهات دولية وازنة، أبرزها :

– منظمة حكومات العالم (WGO)  

– منظمة هيئة الشرطة الدولية المعتمدة (IAPA)، و هي منظمة معتمدة بشكل كامل في منظومة الأمم المتحدة.

كما حصلت رئيسة وزراء بيرلاند على بطاقة دخول دائمة إلى مقر الأمم المتحدة، من قِبل رئيس مستشاريها، وهو دبلوماسي أمريكي–هندي الأصل، يشغل حالياً منصب المستشار الدبلوماسي الرسمي لحكومة الهند، و هو نفسه مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال ولايتين.

وتُعد هذه الخطوة إنعكاساً لمكانة المملكة و مصداقية مؤسساتها الوليدة.

دستور مرن نحو التثبيت الكامل

تبنت بيرلاند دستوراً مؤقتاً يتم تنقيحه و تعديله كل سنتين، في إطار تشاركي، إلى حين استكمال صياغة النسخة النهائية منه بعد الاعتراف الكامل بالدولة.

ويمثل هذا الدستور قاعدة أخلاقية و قانونية تضمن احترام حقوق الإنسان و الكرامة و العدالة للجميع.

الحضور العالمي و التمثيل الخارجي

نجحت بيرلاند في إنشاء شبكة دبلوماسية فاعلة تشمل ممثليات رسمية و مكاتب إتصال في عدد كبير من الدول، منها :

– ممثليات رسمية في: نيجيريا، نيبال، الهند، إندونيسيا، روسيا، سنغافورة، بروناي، بوركينا فاسو، تيمور الشرقية.  

– إضافةً إلى مكاتب إتصال في : كندا، بلجيكا، كوريا الجنوبية، هونغ كونغ، الولايات المتحدة، ماليزيا، غانا، إيران، جنوب إفريقيا، كرواتيا.

ويُشرف على هذه المكاتب سفراء و مستشارون متخصصون في العمل الإنساني و الدبلوماسي، مما يعكس توجه المملكة لنشر ثقافة السلام و المؤاخاة بين الشعوب.

بيرلاند منبر للدمج و الهوية الرياضية

ضمن سعيها لتمكين الإنسان، دشّنت بيرلاند أول قاعة رياضية رسمية في نيبال، تحت إسم “قاعة بيرلاند الرياضية”، و تضم :

– فريق كرة الطاولة لذوي الإحتياجات الخاصة، يستخدم الكراسي المتحركة.  

– فريق كرة الريشة.  

– فريق الفتيات للدفاع عن النفس، الذي شارك رسمياً في بطولة بالإمارات باسم مملكة بيرلاند.

ويعكس هذا التوجه الرياضي فلسفة الدولة في دعم الفئات المهمشة، و تمكين المرأة، و تعزيز الهوية الوطنية عبر الرياضة.

المبادرات الإنسانية : بصمة في كل قارة

باعتبارها دولة إنسانية، تنشط بيرلاند في ميادين العمل الخيري و الإغاثي، و تركز على الأطفال، و اللاجئين، و المحتاجين.

وقد سجلت إنجازات ميدانية ملموسة، من بينها :

– في نيبال: توزيع ملابس على 240 تلميذاً، و إطلاق فرق رياضية لأصحاب الهمم.  

– في نيجيريا : مبادرات عديدة لصالح دور الأيتام و الأطفال الفقراء.  

– في الهند : تشغيل عيادة بيرلاند المجانية، و تنظيم حملة بالتعاون مع وزارة الصحة الهندية شملت فحوصاً طبية و فحوصاً للأسنان استفاد منها نحو 2500 تلميذ.  

– في غانا و إندونيسيا.: تنفيذ مشاريع إنسانية و تربوية داخل المدارس و المجتمعات الفقيرة.

التعليم و الثقافة في صلب الرؤية الملكية

أنشأت المملكة جامعة بيرلاند الملكية الدولية، التي تقدم برامج تعليمية أكاديمية و إنسانية، و ترتبط بعلاقات تعاون مع مؤسسات أكاديمية في آسيا و أفريقيا و أوروبا.

أما في الحقل الثقافي، فقد تم تأسيس مجمع شعراء بيرلاند، و تستعد المملكة لإطلاق “جائزة بيرلاند العالمية للشعر”، في رسالة واضحة على أن الكلمة الحرة هي وجه من وجوه التحرر الإنساني.

بيرلاند كحالة إنسانية دولية

إن مملكة بيرلاند ليست مشروعاً جغرافياً محدوداً، بل هي فكرة متجددة لدولة بلا عنف، بلا أطماع، بلا حدود حاقدة، دولة تسعى لبناء إنسان عالمي قادر على التعايش و العمل من أجل عالم أكثر عدلاً و سلاماً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق