الرئيسية

النائب البرلماني هشام المهاجري يحرج وزير الصحة : “أرقام شات جي بي تي أفضل من أرقامك”

هومبريسم أبراغ

في جلسة برلمانية ساخنة، وجّه النائب البرلماني هشام المهاجري عن حزب الأصالة و المعاصرة انتقادات شديدة اللهجة لوزير الصحة و الحماية الإجتماعية أمين التهراوي، معتبراً أن المعطيات التي قدمها الوزير حول واقع المنظومة الصحية تفتقر إلى الدقة و الواقعية، قائلاً بسخرية لافتة : “أرقام شات جي بي تي أفضل من أرقامك”، في إشارة إلى ضعف المؤشرات الرسمية مقارنة بما يمكن أن يُقدمه الذكاء الإصطناعي.

المهاجري، المعروف بأسلوبه المباشر، عبّر عن استيائه من استمرار التفاوتات في الخدمات الصحية، خاصة في المناطق القروية مثل إيمنتانوت و شيشاوة، حيث لا تزال مستشفيات القرب مجرد وعود معلقة منذ سنوات، دون أن ترى النور رغم الحاجة الملحة إليها.

وفي سياق حديثه، انتقد المهاجري ما وصفه بـ”الإنفصام بين الخطاب الحكومي و الواقع الميداني”، مشيراً إلى أن الحكومة تُطالب المواطنين بالإنخراط في ورش الحماية الإجتماعية، بينما تفتقر العديد من المناطق إلى أبسط الخدمات الصحية، متسائلاً بحدة : “مع من؟ مع السراب؟”، في تعبير عن غياب الشروط الأساسية لإنجاح هذا الورش الوطني.

ورغم محاولة الوزير الدفاع عن أداء وزارته، مستعرضاً مشاريع قيد الإنجاز لتحسين البنية التحتية الصحية، إلا أن المهاجري شدد على أن المطلوب ليس مجرد تبريرات تقنية أو أرقام مجملة، بل حلول واقعية ملموسة تُلبي انتظارات المواطنين وتُعيد الثقة في القطاع، مضيفاً : “أنت وزير الصحة، ماشي وزير المالية”، في انتقاد لطغيان المنطق المحاسباتي على المقاربة الإجتماعية.

وتأتي هذه المداخلة في سياق سياسي خاص، إذ عاد المهاجري مؤخراً إلى المكتب السياسي لحزبه بعد فترة من التجميد، ما أضفى على تدخله نبرة أكثر جرأة و تحدياً داخل قبة البرلمان، خاصة في الملفات ذات الطابع الإجتماعي التي تُلامس حياة المواطنين اليومية.

أزمة ثقة متنامية في السياسات الصحية

تصريحات المهاجري تعكس حالة من التململ الشعبي تجاه السياسات الصحية، حيث تتزايد شكاوى المواطنين من ضعف التجهيزات، قلة الأطر الطبية، و طول مواعيد العلاج، ما يُغذي شعوراً عاماً بأن الإصلاحات المعلنة لا تلامس الواقع. 

هذا التوتر بين الخطاب الرسمي و التجربة اليومية للمواطنين يُعيد إلى الواجهة سؤالاً جوهرياً : هل تُدار المنظومة الصحية بمنطق القرب و الإستجابة، أم بمنطق الأرقام و التقارير؟ 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق