
هومبريس – ح رزقي
في عالم مليء بالتحديات الصحية، لا يزال البعض منا يرتكب أخطاء بسيطة قد تؤثر بشكل كبير على صحتنا.
وفي هذا السياق، خرج الدكتور صامويل شودري، الطبيب المقيم في سنغافورة، بمقطع فيديو نشره عبر “إنستغرام”، ليسلط الضوء على خطأ شائع يتمثل في وضع فرشاة الأسنان بالقرب من المرحاض، و ما يترتب على ذلك من مخاطر صحية.
التلوث الناتج عن المرحاض
أوضح الدكتور شودري أن سحب السيفون قد يؤدي إلى إنتشار البكتيريا في الهواء بإرتفاع يصل إلى 6 أقدام (حوالي 1.83 متر)، مما يجعل فرشاة الأسنان عرضة للتلوث إذا كانت موضوعة بالقرب من المرحاض.
وبين أن إستخدام غطاء الفرشاة لا يوفر الحماية الكافية، بل قد يزيد من نمو البكتيريا بسبب البيئة الرطبة التي يخلقها.
دراسات علمية
استشهد شودري بدراسة أجريت في عام 2015 على فرش الأسنان في مساكن الطلاب، حيث أظهرت النتائج أن 60% من هذه الفرش ملوثة بمواد برازية، مما يعكس مدى إنتشار المشكلة.
وأوضح أن الأغطية البلاستيكية التي يُعتقد أنها تحمي الفرشاة قد تساهم في زيادة نمو البكتيريا بدلاً من منعها.
نصائح للحفاظ على نظافة فرشاة الأسنان
لحماية فرشاة الأسنان من التلوث، قدم الدكتور شودري مجموعة من النصائح العملية :
– وضع الفرشاة في وضع عمودي : لضمان تصريف المياه بشكل جيد وتقليل تراكم الرطوبة.
– تغيير الفرشاة أو رأسها كل 3 إلى 4 أشهر : للحفاظ على نظافتها و فعاليتها.
– إبعاد الفرشاة عن المرحاض و إغلاق الغطاء عند سحب السيفون : للحد من إنتشار الجسيمات المتطايرة.
– تخزين الفرشاة في مكان جيد التهوية : لتجفيفها بسرعة، مما يحد من تكاثر البكتيريا.
طرق التعقيم
وفيما يتعلق بأجهزة التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية أو تنظيف الفرشاة بغسول الفم، أشار شودري إلى أنها ليست ضرورية تماماً إذا تم اتباع النصائح الأساسية المذكورة.
وأكدت الدراسات العلمية أن سحب السيفون يؤدي إلى إنتشار قطرات مجهرية محملة ببكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) و المكورات العنقودية الذهبية (S. aureus)، التي قد تسبب التهابات معوية أو أمراضاً تنفسية عند إستنشاقها.
تحسين التهوية
أكد الدكتور واجد علي، الباحث في جامعة علوم الأرض الصينية، أن تحسين أنظمة التهوية في الحمامات و زيادة كفاءة مراوح العادم يمكن أن يقلل من تركيز الجسيمات الملوثة في الهواء، مما يعزز من حماية الصحة العامة.
الإبتكارات في الحفاظ على النظافة الشخصية
في ضوء التطورات التكنولوجية، يتم تطوير أجهزة ذكية تساهم في تحسين ممارسات النظافة الشخصية.
يمكن أن تشتمل هذه الأجهزة على مستشعرات تحدد مدى نظافة الفرشاة و تنبّه المستخدم عند الحاجة إلى تغييرها.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الأبحاث على تطوير مواد مضادة للميكروبات تُستخدم في صناعة فرش الأسنان، مما يساهم في تقليل نمو البكتيريا و الفطريات.
الوعي العام و التثقيف الصحي
لتحقيق تحسينات ملموسة في الصحة العامة، يجب تعزيز الوعي بأهمية النظافة الشخصية و توعية الناس بالممارسات الصحية الصحيحة.
يمكن أن تساهم الحملات التوعوية و ورش العمل في المدارس و المجتمعات المحلية في نشر المعلومات الصحيحة و تعزيز السلوكيات الصحية بين الأفراد.