
هومبريس
عندما نتحدث عن نموذج رياضي يجمع بين الاحترافية، الشغف، وروح العطاء، فإن اسم محمد خلوق يسطع في مقدمة المشهد. رياضي مغربي مُلهِم، استطاع أن يحفر اسمه في عالم كرة القدم والتدريب، معززًا حضوره بمسيرة زاخرة بالإنجازات الرياضية والإنسانية.
بدأ محمد خلوق مسيرته كلاعب كرة قدم في فريق عسكري بمدينة مكناس، حيث أظهر موهبة استثنائية قادته للانضمام إلى فريق الجيش الملكي في الدرجة الأولى. انتقل بعدها مُعارًا لنادي إسمنت مكناس لمدة سنتين، ثم واصل مسيرته مع فرق أخرى مثل النادي المكناسي، النجاح الرياضي المكناسي، وأطلس مكناس، وكلها ضمن فرق الدرجة الثانية. مسار كروي استمر لأكثر من 12 عامًا، توقّف إثر تعرضه لكسر في الرجل اليمنى. لكن هذا التحدي لم يثنه عن مواصلة شغفه الكروي، بل كان حافزًا للانتقال إلى مجال التدريب.
محمد خلوق ليس مجرد مدرب كرة قدم عادي، بل هو مثال يُحتذى به في مجال التدريب الرياضي. منذ حصوله على رخصة تدريب “C” المعتمدة من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) عام 2016، خطا خطوات واثقة نحو التفوق. لم يكتفِ بذلك، بل حصل مؤخرًا على شهادة دبلوم “B CAF” لعام 2023، بعد اجتيازه برنامجًا تدريبيًا مكثفًا نظمته العصبة الجهوية العيون الساقية الحمراء لكرة القدم.
هذه المؤهلات تعكس التزام خلوق بالتطور المهني المستمر وسعيه الدائم لاكتساب المهارات الحديثة في إعداد وتطوير الفرق الرياضية. ومن خلال مشاركاته في برامج تدريبية وطنية وإقليمية، أثبت كفاءته العالية كمدرب قادر على صناعة الفارق داخل الملاعب.
لا يتوقف تألق محمد خلوق عند حدود المستطيل الأخضر، بل يمتد ليشمل العمل الإنساني والخدمة المجتمعية. بحصوله على شهادة الإسعافات الأولية والإنقاذ من الهلال الأحمر المغربي، أظهر التزامه بمسؤولية حماية الأرواح وتعزيز الوعي الصحي في مجتمعه. هذه المهارات جعلته لاعبًا أساسيًا ليس فقط في الملاعب، ولكن أيضًا في ساحات التطوع، حيث يساهم في تحسين حياة الآخرين.
يؤمن محمد خلوق بأن الرياضة هي وسيلة لبناء الإنسان قبل اللاعب. لذا، فهو يعمل بجد على إعداد جيل جديد من الرياضيين الشباب في بلدة أولاد عياد بإقليم الفقيه بن صالح، مُسخّرًا خبراته وشغفه لدعمهم. من خلال برامجه التدريبية المبتكرة، يسعى إلى غرس القيم الرياضية والإنسانية، مما يجعله رمزًا للتفاني والعطاء.
بطموح لا حدود له، يسعى محمد خلوق إلى الحصول على رخصة “A CAF”، التي ستفتح له أبواب تدريب الأندية والمنتخبات الوطنية على أعلى المستويات. كما يطمح إلى تنظيم برامج تدريبية متكاملة تُعزز من فرص الشباب في اكتشاف مواهبهم وتطويرها، في ظل بيئة رياضية صحية وداعمة.
يتطلع محمد خلوق إلى تحقيق المزيد من النجاحات في مجال التدريب الرياضي، بما في ذلك الانتقال إلى مستويات أعلى من التدريب مع الفرق الوطنية أو الأندية المحترفة. كما يسعى إلى توسيع نطاق تأثيره من خلال تطوير برامج تدريبية للشباب وتعزيز الوعي بأهمية الجمع بين الرياضة والعمل الإنساني.