
عبد اللطيف ورديني
تحت شعار “المسرح أداة للتربية والتوعية”، انطلقت فعاليات المهرجان الإقليمي للمسرح المدرسي في نسخته الأولى، دورة الفنان الراحل الطيب الصديقي، بساحة سيطا المفتوحة في مدينة سوق السبت أولاد النمة. الحدث الثقافي، الذي يجمع فيه بين الفنون والتراث المحلي، شهد حضورًا كبيرًا من مختلف الأعمار، ليشكل منصةً جديدة للاحتفاء بالمواهب الشابة وإحياء التراث الثقافي للمنطقة.
يهدف المهرجان، وفق الجهات المنظمة، إلى تعزيز الفنون بين الأجيال الناشئة وإبراز طاقات الشباب في المجال الفني، إضافة إلى إحياء وتوثيق التراث الثقافي المحلي. ولتحقيق هذا الهدف، تشمل الفعاليات على مدى ثلاثة أيام مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية المتميزة، التي تتنوع بين ورشات تكوينية ومسابقات مسرحية.
شهد اليوم الأول من المهرجان حضورًا جماهيريًا كبيرًا تفاعل مع العروض المسرحية التي قدمها طلاب من مدارس الإقليم. العروض لم تقتصر على المسرح التقليدي بل شملت مجموعة من الأساليب الفنية التي حملت رسائل اجتماعية وثقافية عميقة، منها فنون الحكاية الشعبية والموسيقى الفلكلورية، إضافة إلى عروض مسرح الشارع التي أثارت إعجاب الجمهور بشكل خاص.
كما افتتح الحفل بتنظيم كرنفال فولكلوري استلهم أجواء ساحة جامع الفنا، حيث قدمت مجموعات فلكلورية محلية عروضًا موسيقية ورقصات شعبية، شملت مجموعة الزعر، مجموعة بني شكدال، مجموعة مهامز الخيل، مجموعة نجوم أولاد النمة، مجموعة أولاد الخير، والحكواتي وفن الحلقة. اختتمت الفقرة بفقرة جماعية بمشاركة جميع الفرق الفولكلورية، مما أضفى على الحدث طابعًا احتفاليًا فريدًا.
من أبرز ما يميز المهرجان هو تنظيم عدة ورشات تكوينية في مجال المسرح داخل المؤسسات التعليمية. وتستهدف هذه الورشات تحفيز طاقات الشباب وتوجيهها نحو التعبير الفني المتنوع. ففي مؤسسة الأندلس بسوق السبت، يشرف الفنان يونس تفاحي على ورشة الإرتجال، بينما يقدم الفنان عبد الجليل أبو عنان ورشة “اللعب الدرامي” في مؤسسة العرفان الابتدائية، فيما يتولى الفنان محسن زروال ورشة “التركيز والتخييل” في مؤسسة الأنوار الابتدائية. هذه الورشات تُعد فرصة كبيرة للتلاميذ لاكتساب مهارات جديدة في التعبير المسرحي.