
هومبريس – ع ورديني
بعد سنوات من التراجع، يعود المغرب بقوة إلى الساحة العالمية في تصدير الليمون، مستفيداً من تحسن الظروف المناخية و تراجع المنافسة الدولية.
مع بداية موسم 2024-2025، شهدت الصادرات المغربية إنتعاشاً ملحوظاً، مما أعاد الأمل للفلاحين و المصدرين الذين عانوا من مواسم صعبة بسبب الجفاف و الإضطرابات الجيوسياسية.
خلال النصف الأول من الموسم، تمكن المغرب من تصدير 6,100 طن من الليمون، محققاً 2.7 مليون دولار كعائدات، و هو أعلى مستوى يسجله منذ 2020-2021، و يكاد يعادل مداخيل الموسم السابق بأكمله.
ورغم أن الليمون لا يزال يحتل المرتبة الثالثة بعد المندرين و البرتقال من حيث حجم الصادرات، إلا أنه يتميز بفترة تسويق أطول، مما يمنح المغرب حضوراً مستداماً في الأسواق العالمية.
هذا الإنتعاش جاء مدفوعاً بعدة عوامل، أبرزها تحسن الأحوال الجوية بعد عامين من الجفاف الحاد، إضافة إلى تراجع الإنتاج العالمي، خاصة في تركيا التي فقدت ثلث محاصيلها هذا العام، مما أتاح للمغرب فرصة لتعزيز حصته في السوق الدولية.
على مستوى التوسع الجغرافي، استعاد المغرب أسواقاً كانت شبه مغلقة أمام صادراته، حيث ظلت موريتانيا الوجهة الرئيسية، مستحوذة على أكثر من 40% من الشحنات، بينما شهدت الصادرات إلى المملكة المتحدة و روسيا و كندا نمواً ملحوظاً.
كما تم إرسال شحنات تجريبية إلى لاتفيا و كازاخستان، في حين عادت الولايات المتحدة إلى إستيراد الليمون المغربي بعد انقطاع دام عامين، و استأنفت السويد استيراده لأول مرة منذ أربع سنوات.
إلى جانب انتعاش الصادرات، يعكس هذا النمو قدرة المغرب على تنويع أسواقه الدولية، حيث لم يقتصر على الأسواق التقليدية، بل نجح في اختراق وجهات جديدة مثل لاتفيا و كازاخستان، مما يعزز مكانته كمصدر عالمي موثوق.
كما أن هذا التوسع الجغرافي يمنح المنتجين المغاربة فرصاً أكبر للإستفادة من الطلب المتزايد على الحمضيات، خاصة في ظل تراجع الإنتاج لدى المنافسين الرئيسيين.
ومع استمرار الموسم، تشير كافة المؤشرات إلى أن المغرب قد يحقق، و ربما يتجاوز، الرقم القياسي لصادرات الليمون المسجل في موسم 2020-2021، مما يعزز مكانته كمصدر رئيسي لهذا المنتج في الأسواق العالمية.