
هومبريس – حميد رزقي
في خطوة تنم عن الإهتمام الكبير بتطوير القطاع الصحي في جهة بني ملال، قام وفد رسمي ترأسه والي الجهة، محمد بنرباك، يوم السبت بزيارة تفقدية إلى المركز الإستشفائي الجهوي ببني ملال.
وتهدف الزيارة إلى الوقوف عن كثب على الوضع العام للمركز، من خلال تقييم الخدمات الطبية المقدمة، والتعرف على الإكراهات التي تواجه المؤسسة.
تضمنت الزيارة التفقدية المرور بعدد من الأقسام الإستشفائية الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المرضى في المنطقة.
أبرز هذه الأقسام كان قسم الطوارئ الذي يستقبل ما بين 100 إلى 150 حالة طارئة يومياً، بالإضافة إلى جناح الأمراض العقلية الذي يعاني من ضيق المساحة في ظل إزدياد الحالات النفسية و العقلية بالمنطقة، و هو ما يفرض تحديات إضافية على الأطر الطبية المتخصصة.
كما تم زيارة قسم تحاقن الدم، الذي يلعب دوراً حيوياً في تأمين حاجيات الدم للمصابين في الحوادث أو العمليات الجراحية، و أيضاً قسم تصفية الدم الذي يواصل تقديم خدماته لعدد كبير من مرضى القصور الكلوي، الذين يقدر عددهم في الجهة بحوالي 600 مريض.
أما جناح التوليد فقد شكل محوراً مهماً في الزيارة، حيث يعكس الإرتفاع الكبير في عدد الولادات السنوية في الجهة، التي تتجاوز 5,000 حالة ولادة سنوياً، مما يزيد من ضغط العمل على الأطر الطبية و التمريضية في هذا المجال.
أثناء اجتماع ميداني ضم مختلف المسؤولين الصحيين و الإداريين، تم الوقوف على مجموعة من الإكراهات التي تعيق تحسين الخدمات الصحية.
من أبرز هذه التحديات نقص في الأسِرّة الطبية التي تبلغ حالياً حوالي 300 سرير فقط، بينما يزداد الطلب عليها بشكل ملحوظ بسبب النمو السكاني المستمر.
كما أشار المتدخلون إلى النقص في التجهيزات الطبية الحديثة، و هو ما يؤثر بشكل مباشر على فعالية العلاجات المقدمة.
وأشار المسؤولون إلى أهمية إطلاق عملية صيانة شاملة للمرافق الصحية، خاصة في الأقسام التي شهدت تهالكاً في البنية التحتية، مثل الأقسام الطبية الخاصة بالإسعافات الأولية و التوليد، مع ضرورة تعزيز نظافة المرافق لضمان بيئة صحية آمنة للمرضى.
ورغم أن المركز الإستشفائي الجهوي ببني ملال يشهد عملاً دؤوباً من الطاقم الطبي و التمريضي، إلا أن المتطلبات المتزايدة تفرض ضرورة تعزيز الموارد البشرية.
تقدر الحاجات الفعلية للمنطقة بحوالي 100 طبيب إضافي و 200 ممرض، مع التركيز على تخصصات مثل جراحة العظام، والطب النفسي، و التمريض المتخصص في العناية المركزة.
كما أكد الوالي على ضرورة تحسين ظروف العمل للأطر الطبية، حيث يتطلب الأمر توفير بيئة صحية و مرافق ملائمة لتقديم أفضل أداء في خدمة المرضى.
يعد المركز الإستشفائي الجهوي ببني ملال من أكبر و أهم المراكز الاستشفائية في المنطقة، حيث يخدم حوالي 2 مليون نسمة في الجهة.
ورغم ما بذل من جهود لتحسينه في السنوات الأخيرة، إلا أن المركز لا يزال يواجه تحديات هيكلية تتطلب إصلاحات جذرية في مجال التجهيزات، البنية التحتية، و رفع كفاءة الأطر الطبية.
وتشير التقارير الرسمية إلى أن حوالي 30% من الأقسام الطبية بالمركز بحاجة إلى تجديد أو صيانة كبيرة، خاصة في ظل تزايد الضغط على هذه المرافق.