الرئيسية

من الدعم السياسي إلى الإستثمارات الكبرى.. هنغاريا تعزز حضورها في الأقاليم الجنوبية

هومبريسع ورديني 

في تحرك دبلوماسي يحمل دلالات قوية على مستوى الإتحاد الأوروبي، اتخذت هنغاريا خطوة غير مسبوقة في دعمها للموقف المغربي بشأن قضية الصحراء، حيث سارع سفيرها في الرباط، ميكلوس تروملر، إلى زيارة مدينة الداخلة، مصحوباً بوفد رفيع يضم شخصيات دبلوماسية و إقتصادية بارزة. 

هذه الزيارة، التي وصفت بأنها تاريخية، تفتح الباب أمام إمكانية إفتتاح أول قنصلية أوروبية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو ما يمثل تحولاً لافتاً في مواقف بعض الدول الأوروبية تجاه القضية.  

تخللت الزيارة لقاءً رسمياً جمع السفير تروملر برئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، ينجا الخطاط، حيث ناقش الطرفان إمكانيات الإستثمار الواعدة في المنطقة، ولا سيما تلك المرتبطة بميناء الداخلة الأطلسي و محطة تحلية المياه. 

وتأتي هذه الخطوة في إطار رؤية المغرب الطموحة لفتح المجال أمام شراكات إقتصادية نوعية تعزز التنمية المستدامة في الجنوب.  

وفي تصريح نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب السفير الهنغاري عن رغبة بلاده في توسيع حضورها الاقتصادي بالجهة، مشيداً بإنفتاح السلطات المحلية وبيئة الإستثمار الجاذبة التي توفر فرصاً ملموسة للتعاون الفعّال بين الجانبين.  

زيارة تروملر جاءت إستجابة مباشرة لتعليمات وزير الخارجية الهنغاري بيتر سياترو، الذي كان قد أكد خلال لقاء جمعه بنظيره المغربي ناصر بوريطة في بودابيست يوم 16 أبريل 2025، أن مخطط الحكم الذاتي المغربي هو الحل الواقعي الوحيد، مشدداً على دعم هنغاريا المستمر لهذا النهج. 

كما كشف الوزير عن نية بلاده توسيع خدماتها القنصلية لتشمل كافة التراب المغربي، بما في ذلك الصحراء، في خطوة تعكس إستعداد بودابيست للإنخراط بشكل أكبر في العلاقات المغربية الأوروبية.  

منذ عام 2021، تعد هنغاريا من أولى دول الإتحاد الأوروبي التي أبدت دعماً صريحاً لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، حيث أشاد إعلان مشترك آنذاك بالمبادرة المغربية، و إعتبرها جادة وذات مصداقية، مع الإشادة بالجهود التنموية التي تبذلها المملكة في المنطقة. 

ورغم أن دولاً أوروبية كبرى مثل فرنسا و إسبانيا لم تتخذ حتى الآن خطوة مماثلة فيما يخص إفتتاح قنصلية في الأقاليم الجنوبية، تبدو هنغاريا أقرب إلى كسر هذا الحاجز الدبلوماسي، وسط تكثيفها للتعاون الثنائي مع المغرب.  

وبالإضافة إلى بعدها السياسي، تعكس زيارة السفير إلى الداخلة رهاناً إستراتيجياً على الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي تزخر بها المنطقة، كما تمثل بداية تحول محتمل في المواقف الأوروبية تجاه الإستثمارات المباشرة في الأقاليم الصحراوية.  

تأتي هذه الخطوة في سياق إهتمام متزايد من طرف الإتحاد الأوروبي بالمغرب، حيث يعكس التحرك الهنغاري رغبة متنامية لدى الدول الأوروبية في تعزيز شراكاتها الإقتصادية مع المملكة، خصوصاً في ظل الدور المتصاعد الذي تلعبه في الأمن الطاقي و الهيدروجين الأخضر، مما يضعها في قلب التحولات الجيوسياسية بالمنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق