الرئيسية

شراكة جديدة بين المغرب و موريتانيا لتعزيز التعاون في قطاع الكهرباء

هومبريسح رزقي 

جرى، أمس الخميس، توقيع مذكرة تفاهم إستراتيجية بين المملكة المغربية و الجمهورية الإسلامية الموريتانية، تهدف إلى تعزيز الشراكة بين البلدين في قطاعي الكهرباء و الطاقات المتجددة.

أقيمت مراسم التوقيع بمقر وزارة الإنتقال الطاقي و التنمية المستدامة في الرباط، بحضور الوزيرة ليلى بنعلي و وزير الطاقة الموريتاني محمد ولد خالد.

تعزيز العلاقات الثنائية و تعميق التعاون

خلال حفل التوقيع، أكدت الوزيرة ليلى بنعلي على عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين المغرب و موريتانيا، مشيرة إلى أن هذه الشراكة تمثل نموذجاً للتعاون البناء و الشراكة المستدامة. 

وأوضحت أن هذه العلاقات تستند إلى حوار مستمر و تعاون مثمر يعكس التوجهات السياسية العليا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس و فخامة رئيس موريتانيا، بهدف تحقيق تنمية شاملة تلبي تطلعات شعبي البلدين.

تطور ملحوظ في مجالات متعددة

وأشارت الوزيرة إلى أن التعاون بين البلدين شهد تطوراً ملحوظاً في مجالات متعددة مثل الزراعة، الصحة، الصيد البحري، النقل، البيئة، التنمية المستدامة، السياحة، التكوين، الطاقة، و المعادن. 

وأكدت على أن قضايا الإستدامة تحتل موقعاّ مركزياً في السياسات التنموية للمغرب، تنفيذاً للتوجيهات السامية الملكية.

تقدم في مجال الطاقات المتجددة

أوضحت ليلى بنعلي أن المغرب حقق تقدماً كبيراً في مجال تطوير الطاقات المتجددة، حيث تجاوزت القدرة المنشأة من مصادر متجددة نسبة 45% من النسيج الطاقي.

وأضافت أن المغرب ضاعف إستثماراته في شبكة النقل الكهربائي خمس مرات مقارنة بما كانت عليه قبل عام 2023، مشيرة إلى أهمية مشروع “المغرب الهيدروجين الأخضر” لتعزيز التنافسية في القطاع، بالإضافة إلى برنامج كبير لتزويد مشاريع تحلية مياه البحر بالطاقات الخضراء.

تحسين الإطار المؤسساتي و القانوني

أكدت الوزيرة أن المغرب بدأ في تحسين الإطار المؤسساتي و القانوني في مجالات الطاقة، بهدف تعزيز الشفافية و الحكامة و ضبط القطاع.

وأوضحت أن هذه الشراكة ستسهم في تبادل التجارب و الخبرات بين البلدين في مجالات الطاقة، الغاز الطبيعي، و الكهرباء.

الربط الكهربائي بين المغرب و موريتانيا

شددت ليلى بنعلي على أهمية مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، معتبرة أنه خطوة إستراتيجية بالغة الأهمية لتعزيز الأمن الطاقي للمغرب و موريتانيا، و تكريس الإندماج الجهوي بين القارتين الإفريقية و الأوروبية. 

وأوضحت أن هذا المشروع سيمكن من تحسين إمدادات الكهرباء، تعزيز إستقرار الشبكات، و تحقيق تكامل طاقي يدعم التنمية المستدامة.

مشروع غاز الأنبوب

أبرزت الوزيرة أهمية الشراكة في مشروع غاز الأنبوب الذي يمر عبر موريتانيا إنطلاقاً من نيجيريا، مؤكدة أن البلدين شريكان أساسيان في هذا المشروع الطموح. 

وأضافت أن المشروع يسعى لتحفيز التنمية الإقتصادية و فتح آفاق جديدة للتعاون بين القارتين الأوروبية و الإفريقية، من خلال إستغلال موارد إفريقيا بشكل أكثر تكاملاً و فعالية.

مستقبل مشرق للتعاون بين البلدين

أكدت ليلى بنعلي في ختام كلمتها أن هذه المذكرة تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون المثمر بين البلدين في مجالي الطاقات المتجددة والكهرباء، ما يبشر بمستقبل مشرق للشراكة بين المغرب و موريتانيا. 

ودعت خبراء و أطر الوزارتين والمؤسسات المعنية إلى العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق أهداف المذكرة و ترجمتها إلى إجراءات ملموسة.

تأكيد التعاون من الجانب الموريتاني

من جانبه، أشاد وزير الطاقة الموريتاني محمد ولد خالد بالتعاون القائم بين البلدين، مشدداً على حرص موريتانيا على تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الكهرباء و الطاقات المتجددة.

وأكد أن زيارة الوفد الموريتاني تهدف إلى تعزيز أواصر الأخوة و الصداقة بين البلدين، و الإرتقاء بعلاقات التعاون إلى مستوى طموحات قائدي البلدين.

فرص التعاون المستقبلية

أشار الوزير الموريتاني إلى أن المذكرة تعزز التعاون من خلال دراسة فرص تنفيذ المشاريع المشتركة في مجالي الكهرباء و الطاقات المتجددة، و تبادل الخبرات والتقنيات، و دراسة الربط بين الشبكات الكهربائية. 

كما أكد على أهمية التعاون المشترك في البحث عن مصادر التمويل لتنفيذ مشاريع الطاقة.

إطار قانوني شامل

أوضح الوزير أن البرلمان الموريتاني صادق مؤخراً على إطار قانوني شامل يشمل مدونة للهيدروجين الأخضر و الإستثمار و الكهرباء، مما يعزز من فرص التعاون بين البلدين. 

وأعرب عن تطلع موريتانيا لتحقيق المزيد من التقدم و النجاح من خلال تنفيذ المشاريع المشتركة في مجالات الكهرباء و الطاقات المتجددة.

جهود لتعزيز التكامل الإقتصادي 

وختم الوزير بتأكيده على أهمية التعاون في تحقيق التكامل الإقتصادي بين البلدين، من خلال تنفيذ مشاريع بنية تحتية مشتركة تعزز من التكامل الإقتصادي الإقليمي، و تساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين في كلا البلدين. 

هذا التعاون الواعد يبشر بمستقبل مشرق يحقق التنمية المستدامة و يعزز من قدرات البلدين في مجال الطاقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق