الرئيسيةمجتمع

” ايض يناير ” … احتفالات بطعم الاعتراف الرسمي

هومبريس – لبنى زيدون

يتم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة التي تصادف ليلة 13 يناير من السنة الميلادية، في المغرب بعد إقرار رأس السنة الميلادية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار رأس السنة الهجرية، ورأس السنة الميلادية. غير أن ما يميز السنة الأمازيغية ” إيض إيناير “، هو العادات والتقاليد المرتبطة بها، الشيء الذي يكسبها أبعادا رمزية ترسخت جذورها في الثقافة الأمازيغية التي تعد ثروة وطنية لامادية .

ويحرص الأمازيغ في المغرب على الاحتفال كل عام برأس السنة الأمازيغية أو “إيض يناير” أو “حاكوزة” من خلال تحضير أطباق خاصة بهذه المناسبة وإحياء العادات والتقاليد التي تؤكد التشبث والارتباط بالأرض، وتتركز هذه الاحتفالات على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة.

وقال الناشط الأمازيغي زيد خريبوش في حديثه مع هومبيرس هذا الإقرار الرسمي يجعل رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية لجميع المغاربة هو قرار ملكي حكيم سيفيد المغرب كثيرا، لا سيما في تعاضد جميع مكوناته وكذلك في المصالحة مع الهوية الأمازيغية وحضارتها”، و كما وضح أن “اختيار 14 يناير كفاتح السنة الأمازيغية الجديدة هو اختيار صائب؛ وهو ما طالبنا به منذ مدة، نظرا لما تمليه قواعد ومواعيد التقويم الأمازيغي”، وأن المبادرات الملكية انطلقت منذ 2001سنة في الخطاب الملكي بأجدير والاعتراف الرسمي باللغة الامازيغية في دستور 2011.

وأضاف أن تاريخ هذا الاحتفال يعود إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات والأساطير الشعبية شمال إفريقيا، ويعد إحياء للرابط بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلا عن ثروة الأرض وسخائها. لذلك، يعتبر يناير احتفالا بعيد الطبيعة والحياة الزراعية والنهضة والوفرة

واسترسل الناشط حديثه حول طقوس الاحتفال بهذه السنة قائلا إن احتفالات يناير تتركز على التجمعات العائلية والاستمتاع بالموسيقى المبهجة، وتعد الأمهات المهتمات بترتيبات الحفل وليمةً من الأطعمة التقليدية استعدادا للاحتفال قديما وهذا ماتحدتث عليه ، وأصبح من المعتاد ارتداء الأزياء والمجوهرات الأمازيغية التقليدية الخاصة بهذه المناسبة، وفي بعض مناطق، تمتد احتفالات يناير 3 أيام، تجتمع الأسرة يوميا لتناول وجبة احتفالية، وعادة ما تكون عصيدة السميد اليوم الأول، والكسكس مع 7 خضراوات اليوم الثاني، والدجاج اليوم الثالث. ويقدم الناس أطيب أمانيهم بالعام الجديد بعبارات مثل: “أسكاس أمكاز” أو “يناير او اسكاس اماينو (سنة جديدة ).

كما أثبت أن هذه الاحتفالات بدأت في الاندثار، ففي السلف كانت تتم الاحتفالات بشكل جماعي بين أفراد المنطقة، مع ارتداء أزياء تقليدية أمازيغية، أما الآن فكل أسرة تحتفل بمفردها وفي بيتها وبشكل عادي.

وأضاف المتحدث أنه تختلف مسميات ليلة الاحتفال برأس السنة الامازيغية حسب المناطق، حيث يطلق عليها البعض “إيض يناير” أو “سكّاس”(ليلة السنة) فيما البعض الآخر يسميها “حاكوزة” او “ينّاير”.

 وبالتزامن مع الطقوس الاحتفالية الشعبية تنظم كذلك مهرجانات وندوات أكاديمية للتعريف بالثقافة الأمازيغية والحديث عن رمزية الاحتفال بهذه المناسبة، كمهرجان إيناير دمنات، تحت شعار “إقرار رأس السنة الميلادية عطلة رسمية مؤدى عنها اعتراف بالهوية الثقافية المغربية المتعددة”.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق