الرئيسية

دراسة يابانية حديثة.. عصير الفاكهة الطبيعي يُقلل خطر السكري لدى أصحاب الجينات الوراثية المعرضة بشدة

هومبريسي فيلال 

في تطور علمي يفتح آفاقًا جديدة في مجال الوقاية الشخصية من الأمراض المزمنة، توصل باحثون يابانيون إلى أن تناول عصير الفاكهة الطبيعي بنسبة 100٪ قد يُسهم في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يحملون استعدادًا وراثيًا مرتفعًا للإصابة.

هذه النتائج جاءت بعد تحليل بيانات دقيقة لنحو 13,769 مشاركًا ضمن دراسة الأفواج اليابانية متعددة المؤسسات، والتي تُعد من أكبر الدراسات السكانية في آسيا، وتهدف إلى فهم العلاقة بين العوامل الوراثية والسلوك الغذائي.

الدراسة اعتمدت على استبيان لتقييم تكرار استهلاك العصير الطبيعي، حيث تم تصنيف المشاركين إلى فئتين: من لا يتناولونه إطلاقًا، ومن يتناولونه مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا.

كما تم احتساب درجة المخاطر الجينية لكل مشارك بناءً على آلاف المتغيرات الوراثية المرتبطة بالسكري. النتائج أظهرت أن الفائدة الوقائية للعصير كانت واضحة فقط لدى من لديهم مخاطر جينية عالية، بينما لم تُسجل نفس الفائدة لدى أصحاب المخاطر المنخفضة، مما يُبرز أهمية التفاعل المعقد بين الجينات والتغذية في تحديد قابلية الإصابة بالأمراض.

من بين المشاركين، تم تشخيص 814 شخصًا بالسكري من النوع الثاني، بنسبة بلغت 5.9٪، وكان هؤلاء أكثر تقدمًا في السن، ويمتلكون مؤشر كتلة جسم أعلى، ونشاطًا بدنيًا أقل، إلى جانب معدلات مرتفعة من ضغط الدم ودهون الدم.

هذه المعطيات تُعزز الفرضية القائلة بأن العوامل الوراثية لا تعمل بمعزل عن نمط الحياة، بل تتفاعل معه بشكل ديناميكي.

رغم أهمية النتائج، يُحذر الباحثون من التسرع في استخلاص استنتاجات نهائية، نظرًا لأن الدراسة من النوع المقطعي، أي أنها تقيس البيانات في نقطة زمنية واحدة، ما يمنع إثبات علاقة سببية مباشرة. 

كما أن بعض المشاركين المصابين بالسكري ربما قللوا من استهلاكهم للعصير بعد التشخيص، مما قد يؤثر على دقة النتائج.

هذه الدراسة تُسلط الضوء على أهمية تطوير توصيات غذائية أكثر تخصيصًا في المستقبل، تأخذ بعين الاعتبار البنية الوراثية لكل فرد، بدلًا من الاعتماد على الإرشادات العامة.

كما أنها تُعزز فكرة أن التغذية يمكن أن تكون أداة وقائية فعالة، إذا ما تم توظيفها بشكل علمي ومدروس.

من جهة أخرى، يُمكن أن تُسهم هذه النتائج في تحفيز شركات الأغذية على تطوير منتجات صحية موجهة لفئات معينة بناءً على خصائصهم الجينية، مما يُمهّد الطريق نحو عصر جديد من التغذية الشخصية.

كما قد تُشجع الحكومات على دمج التحليل الجيني في برامج الصحة العامة، لتحديد الفئات الأكثر عرضة للأمراض المزمنة وتقديم تدخلات غذائية مبكرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق