
حميد رزقي
في إطار الحملة الأممية والوطنية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات، نظمت جمعية النور لحماية الأشخاص بدون مأوى بأزيلال-مساء أمس- ندوة تحسيسية بمركز الأمل للأشخاص في وضعية صعبة بأزيلال بشراكة مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، وحظيت بمشاركة واسعة من الهيئات المدنية والجمعوية، إلى جانب حضور ممثلي السلطات المحلية والأمن الوطني.
افتتح أشغال الندوة هشام أحرار، رئيس الجمعية، بكلمة أكد فيها أن تنظيم هذه الحملة يأتي في سياق الجهود المبذولة لتعزيز الوعي حول ضرورة القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات. وأشار إلى أن حماية حقوق النساء هو شرط أساسي لضمان مجتمع آمن ومستدام، مع التركيز على النهوض بأوضاعهن في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية.
إبراهيم مسطاج، ممثل المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، أبرز في مداخلته أن المغرب كان من الدول السباقة في المنطقة لإطلاق استراتيجية وطنية لمناهضة العنف ضد النساء. وأوضح أن الحملة الوطنية الـ 22 تمثل خطوة هامة نحو بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة، وتعكس التزام المملكة المستمر بمحاربة هذه الظاهرة لتحقيق مجتمع آمن ومستدام للأجيال القادمة.
تحدث الأستاذ أحمد السوسي، عضو المجلس العلمي المحلي بأزيلال، عن المقاربة الدينية للوقاية من العنف ضد النساء، مشيرًا إلى أن الفهم الصحيح لتعاليم الشريعة الإسلامية يقود إلى رفض جميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي. وأكد أن أي تفسير خاطئ يروج للعنف ضد المرأة إنما يعكس سوء فهم للنصوص الشرعية وليس التشريع نفسه.
من جانبه، أشار سعيد أيت بنعدي، مدير مصالح المجلس الإقليمي لأزيلال، إلى التمثلات السلبية والصور النمطية التي تحاصر المرأة المغربية. ودعا إلى ضرورة تجاوز هذه الصور من خلال الاستثمار في برامج التنشئة الاجتماعية التي تواكب تحديات العصر ورهاناته.
وسلطت الأستاذة إلهام شظوى، نائبة رئيسة جمعية مبادرة النساء في وضعية صعبة بأزيلال، الضوء على قضية العنف الاقتصادي ضد النساء، معتبرة أنه من أبرز العوائق التي تواجه الأمن الأسري. وشددت على أن الحد من جميع أنواع العنف يتطلب مقاربة شاملة ومتعددة الأطراف تدمج جميع الفاعلين.
تميزت الندوة بحضور فعاليات مدنية وجمعوية وحقوقية، إلى جانب ممثلي الأمن الوطني، والمجلس الإقليمي، ومجلس جماعة أزيلال، والمجلس العلمي المحلي. وتم التوصل إلى توصيات هامة تدعو إلى تعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية لتطوير سياسات وبرامج وقائية فعالة، إلى جانب الاستثمار في حملات التوعية.
تزامن تنظيم هذه الندوة مع الحملة الأممية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، التي تعد إطارًا عالميًا لتكثيف الجهود للقضاء على الظاهرة. ودعت الجمعية من خلال هذا الحدث إلى تعزيز ثقافة المساواة وحماية حقوق النساء كجزء من رؤية شاملة لتحقيق التنمية المستدامة وأكدت على التزامها بالعمل الدؤوب من أجل مجتمع يرفض كافة أشكال العنف ضد النساء والفتيات، داعية الجميع إلى المساهمة الفعالة في تحقيق هذا الهدف النبيل.