
هومبريس
ناقش الزميل الإعلامي عادل المحبوبي أطروحة لنيل شهادة الماستر في الجغرافيا حملت عنوان “المعالجة الإعلامية لقضايا الهجرة غير الشرعية/دراسة تحليلية لجريدة المساء”، و هي المناقشة التي إحتضنتها القاعة الكبرى لقطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، تحت إشراف الدكتور محسن إدالي.
وحملت الأطروحة، حسب الطالب الباحث عادل المحبوبي، هماً أساسياً يتمثل في محاولة فهم السلوك الإعلامي للجرائد الوطنية في تعاملها مع واحدة من أهم الظواهر المجتمعية، يتعلق الأمر بظاهرة الهجرة غير الشرعية، و ذلك من خلال نموذج حي يتمثل في رصد و تحليل مدى تعاطي جريدة المساء مع مثل هذه القضايا، و مدى تخصيصها لحيز هام ضمن صفحاتها لإبرازها.
وشكل العرض الذي ألقاه الطالب الباحث مناسبة لتقديم أهم مراحل إنجاز الأطروحة أمام لجنة المناقشة، و المتمثلة في تحديد السياق العام للموضوع و أهميته ،و الإشكالية الأساسية التي استند عليها، و الفرضيات العلمية التي حاول التحقق منها، و المقاربة المنهجية و العلمية التي تم الإشتغال بها، و كذا النتائج المستخلصة التي ساهمت في فهم مدى إهتمام هيئة تحرير جريدة المساء بقضايا الهجرة.
بدأ الطالب الباحث أطروحته بفصل أول خصصه لإبراز الإطار المنهجي، من خلال تحديد الأهداف و الأسئلة البحثية التي يسعى للإجابة عليها، كما اعتمد على المنهج الوصفي و التحليلي لتحقيق ذلك، من خلال إستمارة لتحليل مضمون جريدة المساء، و لتفكيك المواد الإعلامية و إستخلاص المعاني والدلالات المتعلقة بقضايا الهجرة غير الشرعية منها.
في الفصل الثاني، قدم الباحث إطاراً نظرياً و مفاهيميا شاملاً يشرح فيه أبرز النظريات الإعلامية المتعلقة بمعالجة قضايا الهجرة غير الشرعية، موضحاً كيف يمكن أن تؤثر وسائل الإعلام على إدراك الجمهور و تصوراتهم حول المهاجرين غير الشرعيين، كما إستعرض الباحث أهم المفاهيم المهيكلة للبحث من قبيل المعالجة الإعلامية، الهجرة و الهجرة غير الشرعية، دون إغفال الإشارة إلى أنواع الهجرة، أسبابها و تداعياتها.
في الفصل الثالث، انتقل الطالب الباحث إلى التحليل العملي من خلال دراسة معالجة جريدة المساء لقضايا الهجرة غير الشرعية، مستعرضاً مجموعة من المواد الإعلامية التي نشرتها الجريدة على مدى فترة زمنية محددة في سنتين كاملتين، مركزاً بشكل واضح على وصف المحتوى الظاهر أو المضمون الصريح للمادة الإعلامية التي نشرتها الجريدة خلال هذه الفترة وصفا موضوعياً و كمياً، محللا كيفية تقديم الأخبار و صياغتها، و المواضيع الهجروية التي تم التركيز عليها، الأجناس الصحفية التي تم توظيفها، المصادر الإعلامية التي استقت منها الجريدة الأخبار المتعلقة بالهجرة و غيرها من عناصر التحليل الأخرى.
ختم الباحث أطروحته بتقديم مجموعة من النتائج و التوصيات للصحفيين و صناع القرار، مشدداً على أهمية تقديم تقارير متوازنة و غير منحازة حول قضايا الهجرة غير الشرعية، كما أكد على ضرورة تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام و الباحثين الأكاديميين لتطوير إستراتيجيات إعلامية تعكس الواقع بموضوعية و تساهم في توعية المجتمع و تحقيق فهم أفضل لهذه القضايا المجتمعية، بما يعزز من قدرة الصحافة على تقديم تغطية إعلامية نزيهة و موضوعية، تليق بصورة و سمعة الإعلام الوطني.
وفي كلمة له بالمناسبة ،نوه الدكتور محسن إدالي، رئيس قطب الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال بموضوع البحث، واصفا إياه بأنه من الأبحاث الرائدة التي تناقش لأول مرة في إطار ماستر “الهجرة الدولية المجال و المجتمع”.
وأكد الدكتور إدالي، بأن هذا البحث يمثل خطوة جريئة في تناول قضايا الهجرة غير الشرعية من منظور إعلامي، ما يسهم في إثراء المعرفة العلمية و الأكاديمية بموضوع يكتسب أهمية في السياق العالمي الراهن.
و أضاف الأستاذ المشرف على البحث، أن إختيار هذا الموضوع يعكس التوجه نحو الجيل الجديد من البحوث العلمية، و هو المسار الذي راهنت عليه وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و الإبتكار في إطار الإصلاحات الجديدة التي باشرتها خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى النتائج التي توصل إليها الطالب الباحث تعد إضافة قيمة للمكتبة الأكاديمية و تعزز من فهم كيفية معالجة الإعلام لقضايا الهجرة غير الشرعية.
وتجدر الإشارة إلى أن الطالب الباحث ناقش أطروحته أمام لجنة مكونة من الدكتور محمد ميوسي بصفته مقرراً و رئيساً، و الدكتور محسن إدالي بصفته مشرفاً، و الدكاترة محمد الراضي، ثورية لمبعد و ميمون المهداوي بصفتهم أعضاء.