، سجلت أسعار الذهب مستوى قياسيًا مرتفعًا، اليوم الخميس 3 أبريل 2025، وسط اندفاع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رسوم جمركية أكبر من المتوقع شملت شركاء تجاريين رئيسيين.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3,145.93 دولارًا أمريكيًا للأونصة، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3,167.57 دولارًا في وقت سابق من الجلسة. كما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.1% لتصل إلى 3,170.70 دولارًا.
ويعود هذا الارتفاع إلى النظرة التقليدية للذهب كوسيلة للتحوط في أوقات عدم اليقين السياسي والمالي. فقد أدى إعلان التعريفات الجديدة، التي فاقت التوقعات وشملت دولًا رئيسية مثل الصين والاتحاد الأوروبي، إلى تصاعد المخاوف من حرب تجارية محتملة، مما دفع المستثمرين لزيادة استثماراتهم في المعدن الأصفر.
وقفزت أسعار الذهب بنسبة تزيد عن 19% منذ بداية العام وحتى الآن، مدفوعة بعوامل متعددة تشمل الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، والتوترات الجيوسياسية المستمرة، إلى جانب عمليات الشراء الكبيرة من جانب البنوك المركزية العالمية التي تسعى لتنويع احتياطياتها.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت الفضة في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 1.2% لتصل إلى 33.61 دولارًا للأونصة، وتراجع البلاتين بنسبة 0.8% إلى 975.93 دولارًا، فيما هبط البلاديوم بنسبة 0.6% ليسجل 964.56 دولارًا.
التأثيرات المحتملة المستقبلية
المحللون يرون أن هذا الارتفاع قد لا يكون مجرد موجة مؤقتة. إذا استمرت السياسات الحمائية وردت الدول الأخرى بتعريفات مضادة، فقد نشهد تصعيدًا أكبر في التوترات التجارية، مما سيؤدي إلى استمرار الضغط على الأسواق المالية ودعم أسعار الذهب لتبقى مرتفعة أو حتى ترتفع أكثر. على سبيل المثال، إذا فرضت الصين رسومًا على الصادرات الأمريكية كرد فعل، فقد يؤدي ذلك إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وهو سيناريو يعزز من قيمة الذهب.
من ناحية أخرى، هناك احتمال أن يتراجع الذهب قليلاً إذا نجحت المفاوضات التجارية في تهدئة الأوضاع. لكن في الوقت الحالي، يبدو أن الاتجاه العام للذهب يميل إلى الصعود، مدعومًا بالمخاوف الاقتصادية والطلب المتزايد.
