
حميد رزقي
تحت شعار “رقمنة الخدمات القنصلية، في خدمة مغاربة العالم”، نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بتورينو أمس لقاء تواصلياً هاماً مع فعاليات المجتمع المدني من الجالية المغربية. يأتي هذا اللقاء في إطار الجهود المستمرة لتحديث وتبسيط الخدمات القنصلية، بما يتماشى مع التحولات الرقمية الحديثة التي يشهدها العالم.
أبرز اللقاء أهمية الرقمنة كأداة رئيسية لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمغاربة المقيمين بالخارج. حيث تم استعراض الخدمات الرقمية الجديدة التي تسهل على المواطنين إنجاز معاملاتهم الإدارية عن بُعد، مما يساهم في تقليص آجال المعالجة وتخفيف الأعباء المرتبطة بالإجراءات التقليدية. وتم التأكيد على أن هذه الخطوة تأتي تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى تعزيز التواصل بين مغاربة العالم والإدارات المغربية.
وشكل اللقاء فرصة للتفاعل المباشر بين القنصلية والمكونات المختلفة للجالية، حيث تم فتح نقاش بنّاء حول القضايا الراهنة التي تواجه المغاربة بإيطاليا. وأكد محمد بيد الله، القنصل العام، على أهمية التعاون والتشارك بين مختلف الفاعلين لخدمة مصالح الجالية وتعزيز روابطها بوطنها الأم. كما دعا إلى لم الشمل بين الجمعيات المغربية وتعزيز التنسيق بينها لتحقيق أهداف مشتركة تخدم المصالح العامة.
أشار القنصل العام محمد بيد الله خلال كلمته إلى الدور المحوري الذي تلعبه الجالية المغربية المقيمة بالخارج في الدفاع عن قضايا الوطن الوطنية، لا سيما قضية الوحدة الترابية. وأكد على أهمية الحفاظ على الهوية المغربية وتعزيز الانتماء الوطني لدى الأجيال الصاعدة. ومن جانبهم، عبر ممثلو النسيج الجمعوي عن تمسكهم الثابت بالعرش العلوي وبمغربية الصحراء، مشددين على ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام بالجانب الاجتماعي والثقافي للجالية.
شهد اللقاء تفاعلاً إيجابياً من قبل الحاضرين، الذين أشادوا بالمبادرات الرامية إلى تحديث الخدمات القنصلية ورقمنتها. وأكد المشاركون على أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه اللقاءات التفاعلية التي تعكس انفتاح القنصلية على احتياجات وأصوات الجالية. كما تم تقديم مقترحات بنّاءة تهدف إلى تحسين الخدمات وتطوير برامج ثقافية واجتماعية تساهم في تعزيز مكانة الجالية المغربية بإيطاليا.