
هومبريس – ع ورديني
في إنجاز غير مسبوق، سجّلت صادرات المغرب من التوت الأحمر الطازج إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الأشهر التسعة الأولى من الموسم الفلاحي 2024/2025 قفزة نوعية، متجاوزة حاجز 700 طن متري، وفقاً لتقرير صادر عن منصة EastFruit المتخصصة في الأسواق الزراعية.
هذا الرقم يُعدّ الأعلى في تاريخ الصادرات المغربية نحو المنطقة، متجاوزاً مجموع صادرات الموسمين 2022/2023 و 2023/2024 مجتمعَين، في وقت تُواصل فيه المملكة توسيع حضورها في أسواق إستراتيجية مثل السعودية، الإمارات، الكويت، و قطر، بفضل جودة المنتَج، و تفوّقها في التوريد الموسمي، و اعتمادها على خطط مدروسة لاختراق أسواق جديدة.
رغم أن حصة الشرق الأوسط من إجمالي صادرات التوت المغربي لا تزال محدودة، إلا أنها تشهد نمواً مطرداً، إذ ارتفعت من 0.23% في موسم 2019/2020 إلى أكثر من 1.5% في الموسم الحالي.
وسجّل شهر أكتوبر 2024 رقماً قياسياً بأكثر من 200 طن متري، متجاوزاً ما تم تصديره خلال موسمي 2019/2020 و 2020/2021 مجتمعَي.
يُصدّر المغرب حالياً التوت الأحمر إلى سبع دول في الشرق الأوسط، تتصدرها الإمارات و السعودية بنسبة تقارب 75% من إجمالي الشحنات.
كما تضاعفت الصادرات إلى الكويت ثلاث مرات خلال ثلاثة مواسم، و ارتفعت بشكل لافت في الأردن، بينما سجّلت الإمارات زيادة بنسبة 67%.
وارتفعت حصة المغرب من واردات التوت في بعض دول الخليج بشكل ملحوظ: البحرين (من 6% إلى 22%)، الأردن (من 0.3% إلى 22%)، قطر (من 6% إلى 10%).
هذا الأداء يعكس نجاح المغرب في تنويع أسواقه الفلاحية، و تثمين سلاسل القيمة الزراعية، خاصة في المنتجات ذات القيمة المضافة العالية.
كما يُبرز قدرة الفلاح المغربي على التكيّف مع متطلبات الأسواق الدولية، من حيث الجودة، التوقيت، و التغليف.
في ظل هذا الزخم، يُتوقع أن تُحفّز هذه النتائج المستثمرين على توسيع الإستثمارات في قطاع الفواكه الحمراء، خاصة في المناطق الساحلية ذات المناخ الملائم، ما يُعزّز من فرص التشغيل، و يُكرّس موقع المغرب كمنصة تصديرية تنافسية نحو أوروبا و الشرق الأوسط على حد سواء.