
رزقي حميد- جمال السماوي
تحت شعار “شجرة الزيتون دعامة أساسية للتنمية المحلية”، تستعد جماعة أيت تكلا بأزيلال لاستقبال دورة جديدة من مهرجان الزيتون في شلالات أوزود، الذي سيُعقد في الفترة من 11 إلى 13 أبريل 2025. يُعد هذا الحدث الثقافي والاجتماعي فرصة فريدة للاحتفاء بالتراث المحلي، وتعزيز الوعي بأهمية شجرة الزيتون كمصدر رئيسي للتنمية الاقتصادية والبيئية في المنطقة.
يسعى مهرجان الزيتون في دورته الأولى إلى إبراز دور شجرة الزيتون في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للسكان المحليين. فهي ليست مجرد شجرة مثمرة، بل تعتبر أحد الأعمدة الأساسية التي يعتمد عليها العديد من السكان في حياتهم اليومية. من خلال تسليط الضوء على هذا المورد الحيوي، يهدف المهرجان إلى تعزيز أهمية الزراعة المستدامة والاهتمام بالمنتجات المجالية التي تُصنع من الزيتون، كما يسعى إلى دعم الاقتصاد المحلي من خلال تشجيع السياحة الثقافية والبيئية في المنطقة.
من أبرز الفعاليات التي يتضمنها المهرجان هي الفروسية التقليدية، والتي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من هوية المنطقة. يُعد هذا الحدث فرصة لعرض مهارات الفروسية الأصيلة، التي تمثل تراثًا ثقافيًا غنيًا تمتاز به منطقة أوزود ونواحيها. من خلال افتتاح فضاء خاص للفروسية التقليدية، سيشاهد الزوار عروضًا فنية حية لفرق الفروسية التي تعكس تاريخًا طويلًا من التقاليد والاحتفالات الشعبية.
يتزامن المهرجان مع افتتاح معرض للمنتجات المجالية التي يعرضها العارضون المحليون. سيكون المعرض منصة للتعريف بالمنتجات الحرفية والزراعية التي تتميز بها المنطقة، بما في ذلك زيت الزيتون، العسل، والمنتجات الجلدية، وغيرها من السلع التي تعكس الطابع المحلي. إن هذه الفعالية لا تقتصر فقط على عرض المنتجات، بل تشكل فرصة لتعريف الزوار بما تتمتع به المنطقة من إمكانيات اقتصادية هائلة، كما تسهم في تحسين دخل العائلات التي تعتمد على هذه المنتجات كمورد رئيسي للعيش.
لن يقتصر المهرجان على الفعاليات الثقافية والفنية فحسب، بل سيشهد أيضًا انطلاق الترايل الدولي في شلالات أوزود، الذي يُعد حدثًا رياضيًا مهمًا يتيح للمشاركين استكشاف جمال الطبيعة من خلال مسارات جبلية مميزة. هذه الفعالية الرياضية تساهم في الترويج للموقع الطبيعي الفريد لشلالات أوزود، مما يعزز السياحة البيئية في المنطقة.
ستختتم فعاليات المهرجان بسهرة فنية فلكلورية، تجسد التنوع الثقافي والفني للمنطقة، حيث ستُقدم عروض فنية تراثية مثل “أحيدوس” و”الغِيطة”، بالإضافة إلى مشاركات فنية متنوعة لفنانين محليين. هذه السهرة ستكون بمثابة تتويج للمهرجان، وتذكير بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والاحتفال به في إطار من التآزر المجتمعي.
مهرجان الزيتون شلالات أوزود 2025 هو أكثر من مجرد حدث ثقافي، بل هو منصة للتنمية المستدامة والاحتفاء بالتراث المحلي. من خلال تعزيز دور شجرة الزيتون والفروسية التقليدية، وفتح المجال أمام عرض المنتجات المجالية، بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية والفنية، يسعى المهرجان إلى تقديم تجربة شاملة للمشاركين والزوار على حد سواء، مما يساهم في تطوير المنطقة اقتصاديًا واجتماعيًا. إن هذا الحدث يمثل خطوة هامة نحو تعزيز التبادل الثقافي والسياحي، ويؤكد أهمية شلالات أوزود كموقع استراتيجي يجمع بين الجمال الطبيعي والتراث الغني.