
هومبريس – ع ورديني
ألقى وزير الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات، أحمد البواري، كلمة بارزة في قمة البرنامج الشامل لتنمية الزراعة الإفريقية، التي انعقدت في كمبالا، أشار فيها إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب لتعزيز فلاحة مستدامة و قادرة على التكيف مع التحديات البيئية و الإقتصادية.
إستثمارات حكومية لتعزيز القطاع الفلاحي
أكد الوزير أن “المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، ملتزمة بزيادة وتسريع الإستثمارات لتعزيز مرونة النظام الغذائي، مع التركيز بشكل خاص على القطاع الفلاحي”.
وأوضح أن المغرب يخصص أكثر من 10% من ميزانية الإستثمار العمومي للفلاحة، بالإضافة إلى 16 مليار دولار للتحكم في المياه بحلول عام 2027.
إستراتيجية الجيل الأخضر
أبرز الوزير أن المغرب أطلق إستراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، التي تبني على النجاح الذي حققه مخطط المغرب الأخضر 2008-2020، و تتوافق مع أهداف تنمية الفلاحة المستدامة في إفريقيا.
وذكر أن هذه الإستراتيجية تعكس التزام المغرب بتطوير القطاع الفلاحي بما يتماشى مع التحولات العالمية.
الحماية الإجتماعية للفلاحين
سلط البواري الضوء على أهمية تعميم الحماية الإجتماعية لجميع الفلاحين، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تعكس تركيز السياسة المغربية على الرأسمال البشري كجزء أساسي من التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن المغرب حظي بالإشادة على المستوى القاري، حيث احتل المرتبة الأولى في شمال إفريقيا و الثانية على المستوى الإفريقي في تقارير متابعة خطة عمل إعلان مالابو.
تعزيز التعاون جنوب-جنوب
شدد الوزير على أن رؤية المغرب تستند إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب، الذي يسهم في تحقيق التضامن و الإستدامة، و يساعد في تحقيق أهداف البرنامج الشامل لتنمية الزراعة في إفريقيا.
وأكد أن المغرب ملتزم بتحقيق أهداف هذا البرنامج خلال الفترة 2026-2035، من أجل قارة إفريقية مزدهرة و قادرة على التكيف مع التحديات.
التحديات و الفرص الإقتصادية
أوضح البواري أن إنعقاد قمة كمبالا يأتي في ظل إستمرار تأثير الأزمات العالمية منذ عام 2020 على الإقتصادات الإفريقية، و خاصة قطاع الصناعات الغذائية.
ودعا إلى إتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة التحديات الحالية و المستقبلية المتعلقة بالأمن الغذائي، معبراً عن أسفه لإستمرار إستيراد إفريقيا لحوالي 80 مليار دولار سنوياً من المواد الغذائية رغم ما تمتلكه من موارد طبيعية و بشرية هائلة
تطوير التجارة البينية الإفريقية
أشار الوزير إلى أهمية تعزيز التجارة البينية بين بلدان القارة الإفريقية كجزء من قدرة إفريقيا على الصمود أمام التحديات.
ولفت إلى أن منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية تمثل فرصة حقيقية لتعزيز التكامل الإقتصادي بين دول القارة.
مشاركة الوفد المغربي
تجمع قمة كمبالا، التي تنظمها مفوضية الإتحاد الإفريقي، أكثر من 2000 مشارك من بينهم رؤساء دول، مسؤولون حكوميون، ممثلو القطاع الخاص، المجتمع المدني، خبراء و علماء.
يقود الوفد المغربي وزير الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات، أحمد البواري، و يضم الكاتب العام لوزارة الفلاحة، رضوان عراش، و مدير الري و إعداد المجال الفلاحي بالنيابة، زكرياء اليعقوبي، و سفير المغرب لدى جمهورية تنزانيا المتحدة و إتحاد جزر القمر، زكرياء الكوميري.
أهداف القمة
تركز القمة، المنعقدة تحت شعار “صوت واحد، أرض واحدة”، على إعداد و إعتماد خطة عمل البرنامج الشامل لتنمية الزراعة في إفريقيا (2026-2035) و إعلان كمبالا.
تطلعات مستقبلية
أعرب البواري عن تفاؤله بأن هذه القمة ستسهم في وضع خارطة طريق واضحة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في إفريقيا، و تعزيز التعاون المشترك بين الدول لتحقيق مستقبل أفضل للقارة.
البعد الإقليمي و الدولي للتعاون
في سياق آخر، أكد الوزير على أهمية البعد الإقليمي و الدولي في تعزيز التعاون الزراعي، مشيراً إلى أن تبادل الخبرات و المعارف بين الدول يمكن أن يسهم في تحقيق تقدم ملحوظ في القطاع الفلاحي.
وأوضح أن الشراكات الدولية تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الإبتكار و تطوير التكنولوجيا الزراعية، مما يسهم في تحسين الإنتاجية و إستدامة الموارد الطبيعية.