الرئيسية

بعثة دفاعية مغربية إلى مدريد.. خطوة إستراتيجية جديدة نحو تعزيز العلاقات العسكرية الثنائية

هومبريسع ورديني 

بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى و رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، قام وفد من أطر و متدربي الفوج 25 للسلك العالي للدفاع التابع للكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا، بمهمة دراسية إلى مدريد خلال الفترة من 18 إلى 25 ماي، في إطار برنامج تكويني يعكس التزام المغرب بتعزيز التعاون العسكري و الأكاديمي.  

ترأس هذه المهمة الكولونيل ماجور لحسن الحجامي، مدير الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا، مرفوقاً بالمستشار الأكاديمي محمد الصويري، حيث شملت الزيارة مؤسسات إستراتيجية بارزة، من بينها المركز العالي لدراسات الدفاع الوطني التابع لوزارة الدفاع الإسبانية، و القاعدة العسكرية “لو غولوسو” التي تحتضن اللواء العملياتي “غواداراما” الثاني عشر، إضافة إلى مقر شركة Escribano Mechanical & Engineering المتخصصة في الصناعات الدفاعية.  

تميزت هذه المهمة الدراسية بتبادل مثمر حول التحديات الأمنية المشتركة، تطور العقائد العملياتية، الإبتكارات التكنولوجية، و آفاق التعاون العسكري بين البلدين، مما يعزز الروابط الإستراتيجية بين المؤسسات الشريكة.  

ولم يقتصر البرنامج على الجانب العسكري فقط، بل أتيحت للوفد فرصة إستكشاف التراث الثقافي الإسباني من خلال زيارة مؤطرة إلى مدينة طليطلة، التي تعد رمزاً تاريخياً يعكس التلاقح الثقافي بين الحضارات، مما أضفى على الرحلة بعداً ثقافياً يعزز الإنفتاح الفكري للمتدربين.  

كما عقد الوفد لقاءً مع سفيرة المغرب بإسبانيا، كريمة بنيعيش، التي أشادت بأهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات العسكرية المغربية-الإسبانية، و التي تتزامن مع الذكرى الـ69 لتأسيس القوات المسلحة الملكية. 

وأكدت على الإرادة المشتركة للمملكتين في تطوير تعاون نموذجي في مجالي الأمن و الدفاع، بما يعزز الحوار الفعّال حول التحديات الأمنية الإقليمية و الدولية.  

من جهته، أوضح الكولونيل ماجور لحسن الحجامي أن هذه الرحلة الدراسية تشكل محطة أساسية في المسار التكويني للضباط، حيث تساهم في تعميق المكتسبات الأكاديمية، و تعزز تبادل الخبرات والتجارب في مجال التعليم العسكري العالي، مما يتيح للمتدربين فهماً أوسع للبيئة الإستراتيجية المتغيرة.  

إلى جانب ذلك، شكلت هذه الزيارة فرصة لتعزيز التعاون في مجال التدريب العسكري المشترك، حيث تم الإتفاق على تنظيم برامج تكوينية مستقبلية بين المؤسستين، تهدف إلى تبادل الخبرات في مجالات الإستراتيجية الدفاعية، الأمن السيبراني، و التكنولوجيا العسكرية الحديثة، مما يعكس التزام البلدين بتطوير شراكة مستدامة في المجال الدفاعي.  

هذه المهمة الدراسية، التي جمعت بين التميز الأكاديمي و الإنفتاح الدولي و الإكتشاف الثقافي، تجسد بإمتياز الدور المحوري لكليات الحرب في إعداد الأطر العسكرية للعمل في بيئة إستراتيجية معقدة و متعددة الثقافات، تشهد تحولات متسارعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق