
هومبريس – ع ورديني
مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، أطلقت وكالة الحوض المائي لملوية حملة تحسيسية واسعة النطاق، تهدف إلى التحذير من مخاطر السباحة في بحيرات السدود، التي تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى مصائد مائية قاتلة، خاصة في صفوف الأطفال والشباب.
وتحمل الحملة شعارًا مباشرًا باللهجة المغربية: “حقينة السد ماشي بلاصة ديال السباحة، راه خطر على حياتنا”، في محاولة لتقريب الرسالة من الفئات المستهدفة، وتوعية الساكنة المجاورة ومرتادي ضفاف السدود بخطورة هذه الفضاءات التي قد تبدو هادئة، لكنها تخفي في أعماقها أوحالًا كثيفة وتيارات مفاجئة تجعل النجاة شبه مستحيلة.
وتنظم هذه المبادرة بتنسيق مع السلطات المحلية، والجماعات الترابية، وفعاليات المجتمع المدني، في إطار تعبئة جماعية للحد من هذه الظاهرة القاتلة، التي تخلف سنويًا مآسي إنسانية مؤلمة، وتعيد في كل صيف طرح سؤال السلامة والوعي المجتمعي.
وتؤكد الوكالة أن بحيرات السدود، رغم مظهرها الجذاب، لا تصلح للسباحة بسبب الخصائص الفيزيائية الخطيرة التي تميزها، مثل الانحدارات المفاجئة، والوحل الكثيف، وغياب أي بنية إنقاذ أو مراقبة، ما يجعلها بيئة غير آمنة حتى بالنسبة للسباحين المحترفين.
من جهة أخرى، يرى خبراء السلامة المائية أن هذه الحملة تمثل تحولًا في الخطاب الوقائي، إذ لم تعد تكتفي بالتحذير، بل باتت تعتمد على لغة قريبة من المواطن، ورسائل بصرية قوية، وشراكات محلية، ما يعزز فرص التأثير الفعلي في السلوكيات اليومية.
كما أن هذه المبادرات تطرح ضرورة إعادة التفكير في البنية الترفيهية بالمجال القروي، من خلال إحداث فضاءات سباحة آمنة ومهيأة، وتوفير بدائل حقيقية للشباب، بدل تركهم عرضة للمخاطر في أماكن غير مخصصة، ما يُحوّل الترفيه إلى مأساة.
وتسعى الوكالة، من خلال هذه الحملة، إلى ترسيخ ثقافة الوقاية، وتعزيز الوعي الجماعي بخطورة المغامرة في مواقع غير مهيأة، حمايةً للأرواح، ودرءًا لمزيد من الفواجع التي يمكن تفاديها بقليل من الوعي وكثير من المسؤولية.