
هومبريس – ع ورديني
في تحولٍ غير مسبوق، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن مقربين من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وجهوا إنذاراً شديد اللهجة لإسرائيل، محذرين من أن استمرار الحرب في غزة قد يؤدي إلى تخلي واشنطن عن دعمها التقليدي للدولة العبرية، و هو ما يضع تل أبيب أمام تحدٍ سياسي غير مسبوق
تزايدت الضغوط الأمريكية في الأيام الأخيرة، خاصة مع تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية و إستدعاء عشرات الآلاف من جنود الإحتياط، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإعلان عن خطة للسيطرة الكاملة على القطاع، مع تقديم مساعدات إنسانية محدودة، في محاولة لتجنب أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة، وسط تحليلات تشير إلى أن هذه الخطوة قد تكون مجرد إجراء شكلي لإمتصاص الغضب الدولي
نتنياهو أقر بأن المجاعة الجماعية المحتملة في غزة تمثل “خطًا أحمر” قد يهدد الدعم الأمريكي، مشيراً إلى أن بعض السياسيين الأمريكيين الذين دعموا إسرائيل لعقود لا يستطيعون تحمل صور المجاعة المنتشرة عالمياً، مما يضع تل أبيب أمام خيار صعب بين استمرار العمليات العسكرية أو الحفاظ على علاقتها الإستراتيجية مع واشنطن، في وقتٍ تتزايد فيه الإنتقادات الدولية بشأن الوضع الإنساني في القطاع.
في ظل هذه التطورات، أعلنت إسرائيل عن إدخال عدد محدود من شاحنات المساعدات إلى غزة، لكن التقارير تؤكد أن هذه الكمية لا تكفي لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة، حيث أوقفت إسرائيل إدخال الإمدادات الإنسانية منذ الثاني من مارس، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء و الدواء و الوقود، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة، و هو ما دفع الأمم المتحدة إلى تكثيف جهودها للضغط على إسرائيل من أجل السماح بوصول المساعدات دون قيود.
من جهتها، شددت الأمم المتحدة على أن المخزونات الغذائية في غزة نفدت، و المخابز و المطابخ المجتمعية تغلق يومياً، مما يزيد من خطورة الوضع الإنساني في القطاع، في وقتٍ تتزايد فيه الدعوات الدولية لإسرائيل بضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود، حيث يرى مراقبون أن استمرار الحصار قد يؤدي إلى تداعيات سياسية و أمنية خطيرة على المنطقة بأكملها.
وفي سياق هذه الأزمة، يرى محللون أن موقف واشنطن قد يكون مؤشراً على تحول في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، حيث بدأت الإدارة الأمريكية في إعادة تقييم دعمها غير المشروط، خاصة في ظل الضغوط الداخلية و الخارجية المتزايدة لإنهاء الحرب.
هذا التحول قد يفتح الباب أمام تغييرات جوهرية في العلاقات بين البلدين، مما يفرض على إسرائيل إعادة النظر في إستراتيجيتها العسكرية و الدبلوماسية، وسط توقعات بأن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولات غير متوقعة في المشهد السياسي الدولي.