
هومبريس – ح رزقي
تشير الدكتورة سفيتلانا كولوبوفا، أخصائية علم النفس العصبي، إلى أن القراءة المنتظمة تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على صحة الدماغ، حيث تساعد على تقليل خطر الإصابة بالخرف و تعزز الذكاء العاطفي من خلال تحفيز الذاكرة العاملة و الإنتباه و الخيال، مما يجعلها أداة فعالة للحفاظ على القدرات الإدراكية مع التقدم في العمر.
وتوضح أن التفاعل العاطفي مع الشخصيات أثناء القراءة يسهم في تطوير الذكاء العاطفي، مما يعزز قدرة الفرد على التعاطف و فهم الآخرين.
كما تحذر من أن إهمال القراءة قد يؤدي إلى ضعف الشبكات العصبية المسؤولة عن هذه الوظائف، مما يقلل من قدرة الدماغ على التأقلم مع التغيرات المرتبطة بالعمر أو أي ضرر محتمل، و هو ما قد يؤثر على جودة الحياة الإدراكية بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك، تؤكد الدكتورة كولوبوفا أن الكتب تحفز تكوين إتصالات عصبية جديدة، خاصة في الفصوص الأمامية المسؤولة عن المنطق و التخطيط، مما يساعد على تحسين القدرة على التفكير و إتخاذ القرارات، حيث أن القراءة المستمرة تساهم في تعزيز مهارات التحليل و الإستنتاج لدى الفرد.
وقد أثبت علماء من معهد ماكس بلانك للعلوم المعرفية و الدماغية أن القراءة تنشط مناطق متعددة في الدماغ، بما فيها تلك المرتبطة بالحركة و السمع و معالجة المعلومات، مما يجعلها تمريناً عقلياً متكاملاً يعزز الوظائف الإدراكية، حيث أن هذا النشاط الذهني المستمر يساعد في الحفاظ على مرونة الدماغ و قدرته على التكيف مع التغيرات العصبية.
وفي سياق تعزيز الفوائد المعرفية للقراءة، يشير الباحثون إلى أن القراءة بصوت عالٍ يمكن أن تكون أكثر فاعلية في تحسين الذاكرة وتعزيز الفهم، حيث يساعد هذا النشاط على تنشيط مناطق إضافية في الدماغ، مما يعزز القدرة على إستيعاب المعلومات و الإحتفاظ بها لفترات أطول، كما أن القراءة التفاعلية، مثل مناقشة الكتب مع الآخرين، تساهم في تعزيز التفكير النقدي و توسيع المدارك الفكرية، مما يجعلها أداة قوية لتنمية القدرات العقلية.
لذا، فإن القراءة ليست مجرد هواية ثقافية، بل هي إستثمار طويل الأمد في صحة العقل، حيث تسهم في تنمية القدرات المعرفية وتقوية الذكاء العاطفي، فضلاً عن دورها في الوقاية من الأمراض العصبية المرتبطة بالتقدم في العمر، مما يجعلها عادة ضرورية للحفاظ على النشاط الذهني و القدرة على التفكير بوضوح.