
هومبريس – ع ورديني
في تطور دراماتيكي أثار الرأي العام، أفادت السلطات المحلية بإقليم بني ملال أن شخصاً يبلغ من العمر حوالي 45 سنة أنهى اعتصامه مساء الجمعة فوق خزان مياه مرتفع بجماعة أولاد يوسف، بعد أن ألقى بنفسه من الأعلى واضعاً حبلاً حول عنقه.
هذا، و قد تم نقله على وجه السرعة نحو مستعجلات المركز الإستشفائي الجهوي لبني ملال، حيث يرقد حالياً بقسم العناية المركزة في حالة مستقرة.
السلطات أكدت أن تدخلاتها منذ بداية الاعتصام ركزت على محاولة إنقاذ المعني بالأمر من الخطر الذي وضع نفسه فيه، عبر فتح قنوات الحوار بحضور أقاربه و ممثلي اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، غير أن جميع محاولات الإقناع باءت بالفشل، إذ لم يُبدِ أي تجاوب مع المقترحات المقدمة لمواكبته وفق المساطر القانونية المعمول بها.
وفي تصعيد خطير، قام المعتصم ليلة الجمعة بإيهام عناصر الوقاية المدنية بإصابته بوعكة صحية، مستنجداً بهم لإنقاذه، لكنه استغل اقترابهم ليحتجز أحدهم و يعتدي عليه بآلة حادة، قبل أن يدفعه من أعلى الخزان، ما تسبب له في كسور خطيرة استدعت تدخلاً جراحياً عاجلاً.
أمام هذا التطور، تدخلت عناصر الدرك الملكي لمحاولة السيطرة على الوضع و إنقاذ المعتصم، إلا أنه واجههم بمقاومة عنيفة مستخدماً أدوات حادة و حجارة، إلى أن تم تطويقه، ليُقدم بعدها على السقوط من أعلى الخزان، رغم وضع جهاز مطاطي ممتص للصدمات في قاعدته كإجراء إحترازي.
وقد تم فتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، التي تم إشعارها بجميع مراحل التدخل، بهدف الكشف عن ملابسات الواقعة و تحديد المسؤوليات المحتملة.
هذه الحادثة تُعيد إلى الواجهة أسئلة جوهرية حول كيفية التعامل مع الحالات النفسية الحرجة، و مدى جاهزية السلطات لتدبير الأزمات الفردية ذات الطابع الإجتماعي و الإنساني، بعيداً عن المقاربات الأمنية التقليدية.