الرئيسية

هومي: القنص المستدام دعامة للتنمية المجالية وحماية التنوع البيولوجي

حميد رزقي

أكد عبد الرحيم هومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن القنص والصيد المستدام يشكلان رافعة حقيقية للاندماج الاقتصادي، وأداة ناجعة للحفاظ على التنوع البيولوجي، مشددا على أن المغرب بلغ مرحلة متقدمة في تدبير هذا القطاع، بفضل رؤية استراتيجية واضحة تتجسد في “غابات المغرب 2020-2030“.

 

وأوضح هومي، خلال افتتاح النسخة الثانية من معرض القنص والصيد المستدام ببني ملال، أن المملكة تتوفر اليوم على أكثر من 4 ملايين هكتار مهيأة للقنص، موزعة على أكثر من 1600 عقد إيجار، ويؤطرها أكثر من 110 منظمين معتمدين، ضمنهم حوالي 20 هيئة بجهة بني ملال-خنيفرة وحدها، التي تحتضن 562 ألف هكتار من الأراضي المؤهلة.

 

وأضاف أن هذه التظاهرة، المنظمة من طرف المجلس الجهوي للسياحة لجهة بني ملال-خنيفرة، بشراكة مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات والمكتب الوطني المغربي للسياحة، تعكس إرادة جماعية لتطوير قطاع بيئي مسؤول، يزاوج بين حماية النظم الطبيعية وتعزيز التنمية الاقتصادية في الوسط القروي.

 

وفي معرض حديثه عن مستجدات القطاع، أعلن المسؤول ذاته عن قرب إطلاق تطبيق رقمي جديد يحمل اسم “مصيد”، يهدف إلى تحسين تدبير محميات الصيد وتنظيم الإحاشات، ومنح تراخيص القنص بطريقة شفافة ومبسطة، عبر منصة رقمية موحدة، مبرزًا أن هذا التطبيق سيمكن من مواكبة تحولات القطاع وتعزيز الحكامة الجيدة.

 

كما أشار هومي إلى أن المغرب أطلق مؤخرًا تجارب جديدة في الصيد السياحي، من بينها “إحاشة الخنزير البري” في بيئته الطبيعية، في سابقة على مستوى شمال إفريقيا، إلى جانب أنشطة أخرى كالقنص بالقوس، والصيد من دون قتل، ما يعزز التنوع في العرض السياحي البيئي للمملكة.

 

ونوه المتحدث نفسه بإسهام قطاع القنص في خلق فرص الشغل وتوليد دخل محلي، خاصة في المناطق القروية التي تزخر بثروات طبيعية كبيرة، مبرزًا أن تطوير هذا النشاط بشكل مستدام سيمكن من تثمين الأنظمة البيئية وضمان التوازن بين متطلبات السياحة وحماية التنوع البيولوجي.

 

من جهته، أشاد يونس العراقي، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة بني ملال-خنيفرة، بالنجاح الذي حققته الدورة الأولى من المعرض، مبرزًا أن النسخة الحالية تشكل استمرارًا لرؤية متكاملة تهدف إلى تعزيز مكانة الجهة كقطب رائد في السياحة البيئية والمسؤولة.

 

وأوضح العراقي أن المعرض يشكل فرصة لتقريب الفاعلين المحليين والدوليين من المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها الجهة، وكذا لتبادل التجارب والخبرات في مجال الصيد السياحي المستدام، لافتًا إلى أهمية هذا الموعد في تعزيز التكامل بين الشغف بالطبيعة والتنمية الاقتصادية.

 

وتتواصل فعاليات المعرض، الذي يقام تحت شعار: “الصيد والقنص، رافعتان للتنمية السياحية المستدامة بجهة بني ملال-خنيفرة”، إلى غاية 15 ماي الجاري، حيث يشمل برنامجًا متنوعًا يضم معرضًا مهنيًا يشارك فيه فاعلون في قطاعي الصيد والسياحة، إلى جانب مؤتمرات وورشات مخصصة لتقاسم التجارب الناجحة.

 

كما يشمل البرنامج عروضًا للصيد “من دون قتل” ببحيرة بين الويدان، وأنشطة موضوعاتية في القنص تشمل القوس وصيد الحجل وإحاشة الخنزير البري، بالإضافة إلى تقديم مبادرات محلية رائدة في السياحة البيئية وحماية الموارد الطبيعية.

 

ويتوفر المغرب، بحسب معطيات رسمية، على أكثر من 70 ألف قناص وصياد حاصلين على تراخيص قانونية، ويحتضن أزيد من 124 شركة معتمدة تنشط في هذا المجال، إلى جانب مساحة تفوق 4 ملايين هكتار مهيأة لأنشطة القنص.

 

وبفضل التنوع البيولوجي والموقع الاستراتيجي القريب من أوروبا، أضحى المغرب وجهة مفضلة لعشاق الصيد من داخل وخارج البلاد، وهو ما يكرس الأهمية المتزايدة لهذا النشاط كرافعة للتنمية الجهوية، وآلية لحماية البيئة وتحفيز الاقتصاد المحلي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق