
هومبريس – ح رزقي
كشفت دراسة حديثة أن الإستيقاظ المتكرر أثناء الحلم قد يكون مؤشراً مبكراً لإحتمالية الإصابة بمرض عقلي خطير.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يصلون إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM) في وقت متأخر من الليل يواجهون خطراً أكبر للإصابة بالخرف.
أهمية نوم حركة العين السريعة
تُعتبر مرحلة نوم حركة العين السريعة أساسية لإنتاج هرمون الميلاتونين، الذي يلعب دوراً هاماً في التخلص من البروتينات السامة المرتبطة بتلف الدماغ.
مؤشرات الاضطراب
أوضح العلماء أن الإستيقاظ أثناء الحلم في الصباح قد يكون علامة على دخول مرحلة نوم حركة العين السريعة في وقت متأخر.
وهذا ما يفسر الشعور بالإستيقاظ بعد ليلة من شرب الكحول، الذي يؤثر سلباً على هذه المرحلة من النوم.
تأثيرات التأخير
تقول الدكتورة يو لينغ، المؤلفة الرئيسية للدراسة من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو : “تأخر مرحلة نوم حركة العين السريعة يعطل قدرة الدماغ على تثبيت الذكريات، و يزيد من مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول، مما يؤدي إلى ضعف هيكل الذاكرة العصبي”.
مراحل النوم
تمر دورة النوم بأربع مراحل، ثلاث منها تتبع حركة العين غير السريعة (NREM)، ثم تأتي مرحلة نوم حركة العين السريعة.
تستغرق هذه المراحل حوالي 90 دقيقة أو أكثر لإكمالها، و قد يمر الشخص بهذه الدورة عدة مرات خلال الليل.
دراسة موسعة
في دراسة حديثة، قام علماء من مستشفى الصداقة الصيني-الياباني في بكين بتتبع أنماط نوم 128 متطوعاً بمتوسط عمر 70 عاماً.
كان نصفهم يعاني من مرض ألزهايمر، بينما يعاني الآخرون من ضعف إدراكي خفيف أو لا يعانون من مشكلات إدراكية.
توصيات الوقاية
شدد الباحثون على أهمية ممارسة عادات نوم صحية للوقاية من خطر الإصابة بألزهايمر، مثل علاج انقطاع النفس النومي و الإبتعاد عن شرب الكحول.
دور الأبحاث
أكد الدكتور دانتاو بينغ، خبير الأعصاب في مستشفى الصداقة الصيني-الياباني، أن تحسين جودة النوم يلعب دوراً كبيراً في الوقاية من الأمراض العقلية.
وأوصى بمناقشة القلق المرتبط بالنوم مع الأطباء المختصين.
نصائح لتعزيز جودة النوم
أفاد الخبراء بأن إتباع روتين نوم منتظم، و الإبتعاد عن المنبهات قبل النوم، و توفير بيئة نوم هادئة و مريحة، يمكن أن يساعد في تحسين جودة النوم و الوصول إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة بشكل طبيعي.
كما يُنصح بممارسة النشاط البدني بإنتظام و تجنب الضغوط النفسية لتعزيز الصحة العقلية و الجسدية.
دعم المجتمعات العلمية
أشار الباحثون إلى أهمية دعم المجتمعات العلمية في دراسات النوم و الصحة العقلية لضمان تقدم الأبحاث و إكتشاف المزيد من العوامل المؤثرة على صحة الدماغ.
يعزز هذا التعاون البحثي من فرص تطوير إستراتيجيات وقائية و علاجية أكثر فعالية في مكافحة الإضطرابات العقلية.
الإهتمام بالصحة النفسية
أكد الخبراء على أهمية الإهتمام بالصحة النفسية و الجسدية من خلال متابعة العادات الصحية و الإبتعاد عن المؤثرات السلبية، مما يساهم في تحسين جودة الحياة و الوقاية من الأمراض.
توجهات مستقبلية
تشدد الدراسة على أهمية توجيه المزيد من الأبحاث لفهم العلاقة بين أنماط النوم و صحة الدماغ بشكل أفضل، مما سيساعد على تطوير أساليب جديدة للوقاية من الأمراض العقلية و تحسين جودة حياة الأفراد.
كما أكدت على ضرورة نشر الوعي حول أهمية النوم الصحي و تأثيره على الصحة العامة.