الرئيسية

مدريد و الرباط.. شراكة إقتصادية و سياسية تعيد تشكيل موازين القوى

هومبريسع ورديني 

أكد وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس أن موقف مدريد تجاه قضية الصحراء ثابت و لا يخضع لأي تراجع، مشدداً على أن النهج الذي تتبعه إسبانيا يستند إلى مقاربة واقعية و متعددة الأطراف تتماشى مع القانون الدولي. 

وفي معرض حديثه عن التوجهات السياسية، اعتبر ألباريس أن التمسك بالمسارات التقليدية دون البحث عن حلول عملية يساهم في إطالة أمد النزاع بدل إيجاد مخرج مستدام له.  

وفي إطار دعمه لمساعي الأمم المتحدة، جدد ألباريس دعمه الكامل لجهود ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، موضحًا أن إسبانيا توفر له إسناداً دبلوماسياً و لوجستياً و سياسياً، بما يمكنه من أداء مهامه بشكل مستقل و السعي نحو تسوية توافقية ترضي جميع الأطراف.  

أما فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين مدريد و الرباط، فقد وصفها المسؤول الإسباني بأنها محورية و إستراتيجية، مشيراً إلى أن المبادلات التجارية بين البلدين تصل إلى 25 مليار يورو، مما يجعل المغرب أحد أهم الشركاء الإقتصاديين لإسبانيا، حيث لا يتفوق على هذه العلاقة سوى المبادلات التجارية مع الولايات المتحدة و المملكة المتحدة.  

وفي سياق تعزيز الشراكة، أشاد ألباريس بالتعاون الوثيق بين البلدين في مجالات الأمن و الهجرة و مكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن التنسيق بين مدريد و الرباط أثمر عن نتائج إيجابية في مواجهة شبكات الإتجار بالبشر و الجريمة المنظمة.  

ومن جانب آخر، سلط المسؤول الإسباني الضوء على التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم 2030 بين إسبانيا و المغرب و البرتغال، معتبراً أن هذه الخطوة تعد تعبيراً عملياً عن العلاقات الوثيقة بين الدول الثلاث، و تؤسس لشراكة مستقبلية قائمة على التعاون السياسي و الثقافي و الإستقرار الإقليمي.  

إلى جانب الجوانب السياسية و الإقتصادية، تعكس العلاقات المغربية الإسبانية نموذجاً للتعاون متعدد الأبعاد، حيث يساهم التنسيق المستمر بين البلدين في تعزيز الإستقرار الإقليمي و مواجهة التحديات المشتركة، مثل الهجرة غير النظامية، مكافحة الإرهاب، و التعاون الأمني.

كما أن الشراكة التجارية المزدهرة توفر فرصاً واعدة لتطوير الإستثمارات و تحقيق نمو إقتصادي متبادل، ما يعزز مكانة البلدين كلاعبين رئيسيين في المشهد الجيوسياسي للمنطقة.  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق