
حميد-ر
في سياق التفاعل مع الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش، الذي شدّد على ضرورة تقليص الفوارق المجالية وضمان العدالة الاجتماعية، بادر مستشارو الحزب الاشتراكي الموحد إلى جانب مكونات أخرى داخل مجلس جماعة بني ملال إلى تقديم مقترحات عملية، تروم إخراج المدينة من دائرة التفاوتات المجالية نحو مصاف العواصم الجهوية الفاعلة في التنمية.
المبادرة جرى عرضها عبر اللجان الدائمة، وتقوم على نموذج مندمج للتنمية المحلية، يتوزع على أربعة محاور كبرى: اجتماعي، اقتصادي، بيئي، وثقافي/رياضي، في أفق إطلاقه خلال الأيام المقبلة كخريطة طريق لمستقبل المدينة.
محور اجتماعي وصحي
في الشق الاجتماعي، ركّزت المقترحات على إحداث مستشفى جامعي عمومي ببني ملال، مع تعزيز أداء المستشفى الجهوي والإقليمي وتزويد المراكز الصحية بالأطر والتجهيزات اللازمة. كما دعت إلى إصلاح المدرسة العمومية، وإحداث أنوية جامعية ومدارس عليا جديدة، فضلاً عن توسيع شبكة الطرق وتطوير النقل الحضري عبر أنفاق، قناطر ومحطات تحت أرضية، إلى جانب تهيئة الولوجيات لذوي الاحتياجات الخاصة.
دينامية اقتصادية واستثمارية
أما على المستوى الاقتصادي، فقد أوصى المنتخبون بخلق فرص شغل لفائدة الشباب عبر جذب الاستثمارات ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، وتأهيل المنطقة الصناعية وتعزيز مكانة بني ملال كقطب وطني للصناعات الغذائية التحويلية. كما دعوا إلى إنقاذ مطار بني ملال من الجمود وتحويله إلى منشأة نشيطة بمعايير دولية، وربط المدينة بالشبكة الوطنية للسكك الحديدية، مع تشجيع السياحة الجبلية والاستثمار الفندقي والتجاري.
رؤية بيئية وإيكولوجية
المحور البيئي، من جهته، يقترح حماية الفضاءات الخضراء، إعادة تأهيل الساحات التاريخية، وإحداث متنفسات طبيعية جديدة. كما تضمن إنشاء بحيرات اصطناعية وسدود تلية لتثمين الثروة المائية، إلى جانب مشاريع لإنتاج الطاقة النظيفة، وإعادة الاعتبار للهوية المعمارية البيضاء للمدينة.
نهضة ثقافية ورياضية
في المجال الثقافي والرياضي، نصّت الخطة على بناء مسرح كبير، معهد للموسيقى، قصر للمؤتمرات، ومركبات رياضية حديثة، منها ملعب يليق بتاريخ فريق رجاء بني ملال ويُمكّنه من احتضان مباريات وطنية وقارية. كما شملت الدعوة إلى تعزيز البنيات الثقافية والرياضية التي تتيح للشباب فضاءات للتكوين والإبداع والحماية من مظاهر الانحراف.
رهان العدالة المجالية
وختم مستشارو الحزب الاشتراكي الموحد مذكرتهم بالتشديد على أن الخصاص في الجهة “مهول”، لكنه قابل للتقليص متى توفرت الإرادة السياسية والعزيمة الجماعية، مؤكدين أن هذه المشاريع ليست شعارات انتخابية بل أوراش عملية قابلة للتنفيذ على المديين القريب والمتوسط، بما يجعل بني ملال في قلب العواصم الجهوية السائرة بسرعة فائقة في ركب التنمية.