
هومبريس – ج السماوي
شهدت منطقة وولغو الواقعة على الحدود بين نيجيريا و الكاميرون هجوماً مروعاً نفذته جماعة بوكو حرام، أسفر عن مقتل عشرين جندياً كاميرونياً في واحدة من أعنف العمليات التي شهدتها المنطقة مؤخراً.
الهجوم الذي وقع خلال الساعات الأولى من أول أمس الثلاثاء (25 مارس)، استهدف مواقع عسكرية كاميرونية في تصعيد خطير يعكس تفاقم الوضع الأمني بالمنطقة.
بحسب مصادر عسكرية، بدأ المهاجمون بالتسلل إلى مدينة جامبورو التجارية مرتدين أزياء مدنية، حيث اختلطوا بالسكان المحليين في السوق الأسبوعي.
وعند حلول الليل، شنوا هجوماً مدروساً استهدف مواقع عسكرية كاميرونية في بلدة وولغو، بإستخدام معدات ثقيلة، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح و المعدات، من بينها الإستيلاء على أسلحة نوعية و حرق مركبات عسكرية.
هذا التصعيد ليس سوى جزء من أزمة أوسع تجتاح منطقة شمال شرق نيجيريا و المناطق المحيطة ببحيرة تشاد، التي أصبحت معاقل رئيسية للجماعات المسلحة مثل بوكو حرام و تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا.
وتسببت هذه الأعمال العدائية في سقوط عشرات الآلاف من القتلى و تشريد الملايين على مدى أكثر من خمسة عشر عاماً، مع تعطيل شبه كامل للأنشطة الإقتصادية الحيوية مثل صيد الأسماك و الزراعة و تربية الماشية.
في ظل هذه الظروف القاسية، يعاني أكثر من أربعين مليون شخص من تبعات هذه الصراعات المسلحة، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية ملحة لتقديم الدعم الإنساني و العمل على إيجاد حلول مستدامة تعيد الأمن و الإستقرار إلى المنطقة.
يمثل هذا الهجوم مثالاً جديداً على التحديات الأمنية المعقدة التي تواجهها الدول الواقعة في منطقة الساحل و حوض بحيرة تشاد.
فإلى جانب الخسائر البشرية المؤلمة، يعكس إستمرار مثل هذه العمليات المسلحة الحاجة الملحة لتعزيز التنسيق الإقليمي و تفعيل الجهود الدولية لدعم الإستقرار في هذه المناطق التي تعاني من هشاشة البنية التحتية الأمنية و الإقتصادية.
هذا النهج الشامل يمكن أن يسهم في تقليص نفوذ الجماعات المتطرفة و تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين.