
التوزيع غير العادل للقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، يعيد النقاش حول أهمية الدواء المعالج لمرضى كوفيد خاصة في الدول الفقيرة. فأين وصلت رحلة تطوير العلاجات؟
اكتشاف اللقاح كان سلاحا نوعيا في الحرب الدائرة حاليا للقضاء على جائحة كورونا. فلولاه لكان الأمر أكثر سوءا. إلا أن حملة التلقيح حول العالم شهدت اختلالات كبيرة بين الدول الغنية والدول ذات الاقتصادات النامية.
فوفق دراسة أجراها مركز أبحاث “ذي إيكونوميست إنتليغنس يونيت” تلقى إلى نهاية شهر آب/أغسطس الجاري، 60 بالمائة من سكّان الدول الأغنى في العالم جرعة واحدة على الأقلّ من أحد اللّقاحات المعتمدة المضادّة لكورونا، في المقابل لا تتعدى النسبة 1 بالمائة في الدول الفقيرة.
تشدد آغاثي ديماريه، مديرة التوقّعات العالمية في مركز الأبحاث ومعدّة الدراسة أن برنامج كوفاكس الدولي الذي أطلق لهذا الغرض “فشل” وبالتالي فإن فرص تقليص الفجوة “ضئيلة” لأنه “على الرّغم من البيانات الصحافية المخادعة، فإنّ التبرّعات من الدول الغنية لا تغطي سوى جزء بسيط من الاحتياجات”، تقول الخبيرة.
إلى ذلك، سجل تعداد أخير صادر عن وكالة فرانس برس الأحد (29 أغسطس/ آب 2021)، أربعة ملايين و492 ألفا و854 حالة وفاة بسبب الفيروس. وفي ظل تحور الفيروس اللامتناهي وفرص مبتورة للحصول على اللقاح، تبقى “فرص الحياة” في الدول الفقيرة مرتبطة بالدواء.
الحالات الخطرة
قبل الخوض في نوعية الأدوية المتوفرة، لا بد من تحديد متى يصبح كوفيد 19 خطرا على حياة الإنسان. مقياس الخطورة يحدده الأطباء استنادا إلى عامل حاسم، يتجلى في تراجع معدل التنفس والتشبع بالأوكسجين إلى أقل من 90 بالمائة في الدم. حينها لا بد من نقل المريض إلى المستشفى على الفور وكلّما كان المصاب متقدما في العمر كلما اشتدت الضرورة في استعجال الأمر.
أما حين تصبح الرئتان غير قادرتين على توصيل كمية كافية من الأوكسجين إلى الدم، أي ما يعرف بـ “قصور تنفسي في الدم”، فلا بدّ من نقل المصاب إلى العناية المركزة على الفور.
ومن الأعراض الظاهرة في هذه المرحلة أن يواجه المرضى ضيقا حادّاً في التنفس يجعلهم يلهثون بمعدل تنفس يتراوح من 25 إلى 30 نفسًا في الدقيقة، ما يعني أنهم لم يعودوا قادرين على إخراج الهواء. كما أن الهواء النقي لا يصل إلى المناطق العميقة من الرئتين ما يتسبب في فشل رئوي حاد.
التنفس الاصطناعي
عند بلوغ هذه المرحلة الحرجة، يعتمد الأطباء في بروتوكول العلاج على استخدام تقنيات التصوير لرصد مسار الانسداد الرئوي وأضرار محتملة لحقت بالرئتين. وقد يصل الأمر إلى حدوث تعفن الدم. في موازاة لذلك، يسعى الطاقم المُعالج إلى تزويد المرضى بالأوكسجين بطريقة تجعل الغاز الحيوي يجد طريقه إلى الدم على الرغم من تلف الرئة. وذلك بداية عن طريق أنبوب أو قناع أنفي معدي وفقط عن طريق التدخل الجراحي في الحالات الشديدة.