الرئيسية

من التجارة إلى التعليم.. كيف تتوسع العلاقات المغربية الروسية في مختلف المجالات الإستراتجية؟

هومبريسج السماوي 

في احتفال رسمي بمناسبة يوم روسيا، أكد السفير الروسي لدى المغرب، فلاديمير بايباكوف، أن المملكة المغربية تعد الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في إفريقيا، مشيراً إلى دورها المتنامي في الإستراتيجية الإقتصادية و الجيوسياسية العالمية لموسكو.  

خلال كلمته، كشف بايباكوف عن نمو الإقتصاد الروسي بنسبة 8% خلال العامين الماضيين، متفوقاً على 5% في الولايات المتحدة و 1% فقط في أوروبا، مما يعكس ديناميكية الإقتصاد الروسي رغم التحديات العالمية.  

كما سلط الضوء على مكانة المغرب في التجارة الدولية، مشيراً إلى أنه أكبر مستورد للقمح الروسي في القارة الإفريقية، حيث تجاوزت الصادرات مليون طن، مما يعكس العلاقات التجارية المتينة بين البلدين.  

وفي إطار تعزيز التعاون الثنائي، كشف السفير عن اتفاقية جديدة طويلة الأجل بشأن مصايد الأسماك البحرية، إضافة إلى إهتمام الشركات الروسية بالإستثمار في قطاعات الزراعة و إدارة المياه و البتروكيماويات و الطاقة و الطاقة النووية في المغرب، مما يعزز الشراكة الإقتصادية بين البلدين.  

على الصعيد السياسي، أشاد بايباكوف بالتزام المغرب بعالم متعدد الأقطاب، مشيراً إلى أن السياسة الخارجية الروسية تتجه نحو تعزيز شراكاتها مع دول الجنوب العالمي، حيث تكتسب إفريقيا و أمريكا اللاتينية أهمية متزايدة في الإستراتيجية الروسية، بعيداً عن الإعتماد التقليدي على الأسواق الغربية.  

وفي سياق التحولات العالمية، وصف السفير النظام الدولي الحالي بأنه يشهد إعادة تشكيل جذرية و منهجية، حيث تلعب القوى الإقليمية مثل المغرب دوراً أكبر في صياغة المشهد العالمي، مؤكداً أن روسيا ترى في هذا التغيير فرصة لبناء تعاون متكافئ دون إملاء شروط أو أحكام.  

أما على المستوى الأكاديمي، فقد أشاد وزير التعليم العالي المغربي، عز الدين الميداوي، الذي حضر الحفل إلى جانب سفراء و دبلوماسيين من عدة دول، بالشراكة التعليمية بين المغرب و روسيا، مشيراً إلى أن روسيا تعد من أبرز الوجهات للطلاب المغاربة، مما يعكس التكامل الثقافي بين البلدين في المجالين الأكاديمي و الدبلوماسي.  

إضافة إلى ذلك، تشهد العلاقات المغربية الروسية توسعاً في مجالات التعاون العلمي و التكنولوجي، حيث يتم العمل على إطلاق برامج بحثية مشتركة بين الجامعات المغربية و الروسية، تهدف إلى تطوير الإبتكارات في مجالات الطاقة و الذكاء الإصطناعي و الزراعة المستدامة. 

كما أن التعاون بين البلدين يمتد إلى المجال الثقافي و الفني، حيث يتم تنظيم فعاليات ثقافية مشتركة لتعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين، مما يسهم في تعزيز الفهم المتبادل و ترسيخ العلاقات التاريخية بين المغرب و روسيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق