الرئيسية

مخاطر خفية و مقلقة للغاية..كيف يؤثر إريثريتول فعلياً و بشكل مباشر على صحة القلب و الدماغ؟

هومبريسح رزقي 

في ظل الإهتمام المتزايد بصحة الأوعية الدموية و الدماغ، كشفت دراسة حديثة عن تأثيرات غير متوقعة لمحلي “إريثريتول”، المستخدم بكثرة في المشروبات و ألواح البروتين الخالية من السكر، حيث قد يكون مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.  

أجرى فريق بحثي من جامعة كولورادو بولدر تجربة مخبرية على الخلايا البطانية الدماغية البشرية، و هي الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية في الدماغ، حيث تم تعريضها لمستويات من “إريثريتول” تعادل تلك الموجودة في المشروبات الغازية الخالية من السكر.

 النتائج كانت مقلقة، إذ أظهرت الخلايا زيادة بنسبة 75% في إنتاج المركبات الضارة، و إنخفاضاً بنسبة 20% في إنتاج المركب المسؤول عن إسترخاء الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى زيادة خطر تكون الجلطات.  

كما أوضح الباحثون أن “إريثريتول” يقلل من إنتاج البروتين المذيب للجلطات t-PA، و هو عنصر أساسي في الوقاية من السكتات الدماغية.

 ومع ذلك، يشير الفريق العلمي إلى أن هذه النتائج مستخلصة من تجارب مخبرية خارج الجسم، مما يعني أنها قد لا تعكس بدقة التأثيرات الفعلية داخل جسم الإنسان.  

ورغم أن الكمية المستخدمة في الدراسة (30 غرامًا) تفوق بكثير تلك الموجودة عادة في المشروبات، إلا أن هذه النتائج تضيف إلى الأدلة المتزايدة التي تثير القلق بشأن هذا المحلي. 

فقد سبق أن ربطت دراسة من عيادة كليفلاند إستهلاك “إريثريتول” بزيادة مخاطر النوبات القلبية و السكتات الدماغية و الوفاة المبكرة.  

يُذكر أن “إريثريتول” منخفض السعرات الحرارية ويوجد طبيعياً بكميات صغيرة في بعض الأطعمة، لكنه يُصنع أيضاً من الذرة و يُطرح بشكل رئيسي مع البول، مع إحتمال تراكمه في الجسم مع مرور الوقت.  

إضافة إلى ذلك، يرى بعض الخبراء أن هذه النتائج قد تدفع إلى إعادة تقييم إستخدام المحليات الصناعية في المنتجات الغذائية، خاصة تلك التي تستهدف الأشخاص الذين يسعون إلى تقليل إستهلاك السكر. 

فمع تزايد الأدلة العلمية، قد يكون من الضروري البحث عن بدائل أكثر أماناً للحفاظ على صحة القلب و الأوعية الدموية.  

كما أن هذه الدراسة تفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث حول تأثيرات المحليات الصناعية الأخرى، حيث يمكن أن تكون هناك عوامل أخرى غير معروفة تؤثر على صحة الإنسان. 

لذا، فإن التوجه نحو دراسات طويلة الأمد قد يكون ضرورياً لفهم التأثيرات الحقيقية لهذه المركبات على الصحة العامة.  

نُشرت هذه الدراسة في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقي، مما يفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات الصحية لهذا المحلي واسع الإستخدام.

هل يمكن أن تؤدي هذه النتائج إلى إعادة النظر في إستخدامه في المنتجات الغذائية..؟  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق