الرئيسية

مطار محمد الخامس يتحول إلى بوابة جوية عالمية… إنطلاق أشغال محطة عملاقة جديدة بـ15 مليار درهم

هومبريسح رزقي 

في خطوة طموحة تعكس رؤية المغرب لتحديث بنيته التحتية الجوية، أعلن المكتب الوطني للمطارات عن انطلاق الأشغال الفعلية لبناء محطة جوية جديدة بمطار محمد الخامس الدولي، بكلفة إجمالية تناهز 15 مليار درهم، في مشروع يُرتقب أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع النقل الجوي الوطني.

المشروع، الذي يُعد الأكبر من نوعه في تاريخ المطارات المغربية، يهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 35 مليون مسافر سنويًا، من خلال محطة جديدة قادرة على استقبال 20 مليون مسافر إضافي، ما سيجعل من مطار الدار البيضاء مركزًا إقليميًا تنافسيًا على مستوى إفريقيا والمتوسط.

وقد أُسندت أشغال تهيئة الأرضية إلى شركة STAM عقب طلب عروض عمومي، على أن تستغرق هذه المرحلة ثمانية أشهر، تمهيدًا لانطلاق أشغال البناء الفعلي، بعد سلسلة من الدراسات التقنية والمعمارية أنجزها تحالف دولي متخصص شارك في تصميم مطارات عالمية مثل هيثرو بلندن وباراخاس بمدريد.

من جهة أخرى، ستتضمن المحطة الجديدة محطة قطار فائق السرعة مدمجة، تربط المطار بالرباط في 30 دقيقة وبمراكش في أقل من ساعة، إلى جانب بنية رقمية متطورة، وتجهيزات موفرة للطاقة، ما يعزز من الاستدامة البيئية ويُكرّس مكانة المطار كمركز ذكي ومتين في قلب شبكة النقل الجوي الإفريقية.

ويرى خبراء النقل أن هذا المشروع يُجسد رؤية تنموية متكاملة، تتجاوز مجرد توسعة مطار، لتُكرّس المغرب كمنصة لوجستية متقدمة، تربط بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا، خاصة في ظل تزايد الطلب على الربط الجوي عالي الجودة، وتنامي دور المملكة كمركز عبور استراتيجي.

كما أن دمج البنية السككية الفائقة السرعة بالمطار يُعد سابقة إقليمية، من شأنها أن تُحدث نقلة نوعية في تجربة المسافر، وتُقلص من زمن التنقل بين المدن الكبرى والمطار، ما يعزز من جاذبية المغرب كوجهة سياحية واستثمارية متكاملة.

ومن المرتقب أن تُستكمل الأشغال وتدخل المحطة الجديدة الخدمة بحلول سنة 2029، لتُعلن بذلك عن ميلاد جيل جديد من المطارات المغربية، يجمع بين الحداثة، الكفاءة، والاستدامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق