
محمد البصيري
احتضن قصر البلدية بمدينة قصبة تادلة صباح اليوم الجمعة، فعاليات الجلستين العلميتين الثالثة و الرابعة للأيام الوطنية السادسة و العشرين التي تنظمها الجمعية المغربية للبحث التاريخي و كلية الآداب و العلوم الإنسانية ببني ملال بتعاون و تنسيق مع الجماعة الترابية لقصبة تادلة، في موضوع “تدبير المجالات الرعوية بالمغرب و استغلالها، مقاربة التاريخ و العلوم الاجتماعية”، و ذلك بحضور ثلة من المؤرخين و الأساتذة الباحثين و فعاليات سياسية وثقافية و إعلامية جمعوية.
و خلال الجلسة الافتتاحية التي حضرها باشا المدينة، و بعد التطرق في كلمته لأهمية و أبعاد هذه الندوة و ما يشكله الموضوع من إضافة نوعية لتعزيز البحث في هذا المجال، و جه الكبير الوافي رئيس الجماعة الترابية نداء و صرخة اسثغاتة بخصوص ما آلت إليه معلمة القصبة الإسماعيلية من اندتار و تشويه لمعالمها، مخاطبا الوعي العلمي للترافع على هذه المعلمة التاريخية ورد الاعتبار إليها.
من جانبه استحضر ذ.محمد العاملي عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية ببني ملال في كلمته، مآل القصبة الإسماعيلية المؤلم و هي تستغيث، مشددا على مكانتها و مكانة المنطقة و أهمية الحفاظ على مقوماتها، مشددا على ضرورة استمرار و تفعيل الشراكة التي تربط كلية الآداب بجماعة قصبة تادلة منذ ثلاث سنوات و التي تعثرت بفعل تداعيات جائحة كورونا.
وفي ذات السياق، اعتبرت الأستاذة لطيفة الݣندوز رئيسة الجمعية المغربية للبحث التاريخي، قصبة مولاي اسماعيل من أجمل و أعظم القصبات و إحدى الكنوز الأثرية و التي تحدث عنها الرحالة شارل دو فوكو خلال زيارته لها سنة 1883، مشيرة إلى موقعها الجميل و أدوارها عبر التاريخ، و إلى ضرورة صيانتها و الحفاظ عليها.
هذا و بعد كلمات الافتتاح، انطلقت أشغال الجلسة العلمية الثالثة برئاسة محمد كواش(كلية الآداب و العلوم الانسانية، بني ملال)، محور “المجالات الرعوية: أشكال الصراع و مظاهر التدبير”، بمداخلات كل من ذ. المصطفى طهر (كلية الآداب و العلوم الإنسانية، ظهر المهراز، فاس) في موضوع “ظروف عمل الرعاة بالمغرب الأقصى في نهاية العصر الوسيط و بدايات العصر الحديث)، و مداخلة ذ.نور الدين أمعيط(كلية الآداب و العلوم الانسانية، الجديدة) حول “الرعي و الرعاة بالبادية المغربية خلال العصر الوسيط”، تم بعد ذلك، مداخلة ذ.ادريس بلعابد(المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين لجهة الشرق،وجدة) في موضوع “الأنظمة و الفضاءات الرعوية ببلاد المغرب: مقاربة تاريخية”.
بعد ذلك، تواصلت أشغال الندوة بالجلسة العلمية الرابعة ومحورها -المجالات الرعوية: نماذج في التدبير- برئاسة ذ.محمد الناصري(كلية الآداب و العلوم الانسانية، الرباط)، حيث كانت مداخلة ذ. منعم بوعملات(كلية الآداب و العلوم الانسانية،المحمدية) تحت عنوان “تدبير المجالات الرعوية بمنطقة إيموزار مرموشة خلال فترة الحماية الفرنسية: بين المنظور الاقتصادي و الطابع الأمني”، تلتها مداخلة ذ إلياس فتوح و محمد مسكيت (كلية الآداب و العلوم الانسانية، مراكش)، في موضوع “الرعي و تدبير المجال الغابوي في المغرب زمن الحماية الفرنسية 1912/1956″، تم في الأخير مداخلة ذ. خاليد الحاضرين(كلية الآداب و العلوم الانسانية، مراكش) حول موضوع “البيئة الرعوية بساحل دكالة:المؤهلات المحلية و حصيلة الإعداد و آفاق التنمية المستدامة”.
هذا و ضمن فعاليات الندوة، تم تقديم شهادة تقديرية لرئيس المجلس الجماعي، وهدايا عبارة عن كتب إلى باشا المدينة و إلى محمد النغمي النائب الأول بالمجلس البلدي و إهداء كتب و منشورات تاريخية قيمة لإغناء الخزانة البلدية، كم تمت زيارة معلمة القصبة الاسماعيلية و الإطلاع على و ضعيتها الحالية.
و للإشارة، فقد انطلقت فعاليات هذه الندوة بالجلستين العلميتين الأولى و الثانية يوم أمس الخميس برحاب كلية الآداب ببني ملال، فيما سيحتضن قصر بلدية أبي الجعد زوال اليوم الجمعة أشغال الجلسة العلمية الخامسة، و زيارة ضريح سيدي أبو عبد الله محمد الشرقي مؤسس الزاوية الشرقاوية و زيارة الخزانة العلمية لمؤسسة الفقيه العلامة الحاج الحبيب الناصري الشرقاوي للفكر و التراث، تم حفل ديني صوفي.