الرئيسية

الشراكة الإستراتيجية بين المغرب و الإتحاد الأوروبي.. تحديات و آفاق مستقبلية

هومبريس ع ورديني 

تعد الشراكة الإستراتيجية بين المغرب و الإتحاد الأوروبي نموذجاً مرجعياً في سياسة الجوار للإتحاد، و تمر هذه الشراكة بمرحلة حاسمة من تاريخها الطويل و الغني.

في عام 2024، واصلت هذه الشراكة ترسيخ نفسها على أسس متينة و متناسقة، تستند إلى الثقة المتبادلة و القيم المشتركة و الرؤية الطموحة.

لكن هذه العلاقة المتميزة تحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى دعم وتعزيز مستمرين.

التحديات و المضايقات

عبر الزمن ومع مواجهة التحديات، ازدادت قوة هذه الشراكة و وصلت إلى درجة من النضج تجعلها تقاوم الرياح المعاكسة و التدخلات القانونية و السياسية الدورية.

ومع ذلك، يطالب المغرب، كشريك موثوق لبروكسيل، الإتحاد الأوروبي بوضع حد لهذه المضايقات بشكل نهائي.

أكد وزير الشؤون الخارجية و التعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في لقاء صحفي عقب مباحثاته مع المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع، أوليفر فاريلي، أن المملكة المغربية تنتظر من الإتحاد الأوروبي إثبات التزامه بالشراكة من خلال الأفعال و ليس الأقوال، و تنتظر إقتراحات و إجراءات عملية لمواجهة التحديات التي تواجهها هذه الشراكة.

الشراكة الأورو-مغربية

لطالما أكد المغرب على موقفه المبدئي بضرورة الحفاظ على هذه الشراكة و تطويرها، التي تعتبر فريدة من نوعها في الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي.

تمت مأسسة هذه العلاقة في إطار قانوني تحت عنوان “الشراكة الأورو-مغربية من أجل الإزدهار المشترك”، و التي أطلقت في يونيو 2019 في بروكسيل.

الإلتزام الأوروبي

يدرك الاتحاد الأوروبي أهمية هذه الشراكة. وأكد المفوض الأوروبي، أوليفر فارهيلي، أن المغرب، الشريك الموثوق به و الحاضر دائماً، يعتبر دعامة للإستقرار و الإزدهار الإقليمي.

ويعزز هذا الإلتزام على أعلى المستويات داخل الإتحاد الأوروبي، كما أكدت القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسيل على القيمة الكبيرة التي يوليها الإتحاد لهذه الشراكة الإستراتيجية مع المغرب.

الدعم و المشاريع المشتركة

واصلت الرباط و بروكسيل توطيد علاقاتهما الإقتصادية، حيث يعتبر المغرب الشريك الإقتصادي و التجاري الأول للإتحاد الأوروبي في إفريقيا.

كما أن الإتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول للمملكة، و استمرت هذه العلاقة في استكشاف سبل جديدة للتعاون وتعزيز القيم المشتركة، بما في ذلك مكافحة الهجرة غير الشرعية و التطرف.

التبادلات و الإتصالات 

لم تنقطع الاتصالات بين المسؤولين المغاربة و الأوروبيين على أعلى مستوى، و كان آخرها اللقاء بين رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، و رئيسة البرلمان الأوروبي، روبيرتا ميتسولا، لمناقشة خارطة طريق لإعادة التعاون بين البرلمانين المغربي و الأوروبي.

مجالات التعاون المتنوعة

استمر التعاون بين المغرب و الإتحاد الأوروبي في مجالات متعددة، من التعليم إلى البحث و الإبتكار و حتى الثقافة.

في أبريل، ترأس المغرب و الإتحاد الأوروبي إجتماعاً لمبادرة “التعليم من أجل الوقاية من التطرف العنيف”. كما وقّع الطرفان في يوليوز على برنامج دعم التعليم العالي و البحث و الإبتكار، و قيمة بلغت 490 مليون درهم.

العدالة و الشراكة الخضراء

كان قطاع العدالة جزءاً من هذه الشراكة مع إطلاق البرنامج الثلاثي (MA-JUST) في أكتوبر لتحسين الولوج إلى العدالة. 

وواصل الطرفان تعزيز شراكتهما الخضراء، و هي الأولى من نوعها التي يوقعها الإتحاد الأوروبي مع دولة في جواره الجنوبي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق