
و تكشفا لدراسات الدولية عن أنّ نحو ربع من مجموع الأشخاص البالغين يبلّغون عن تعرّضهم للإيذاء الجسدي في مرحلة الطفولة، وأن 1 من كل 5 نساء و1 من 13 رجل يبلّغون عن تعرّضهم للإيذاء الجنسي في مرحلة الطفولة. كما يتعرّض كثير من الأطفال للإيذاء العاطفي (الذي يُشار إليه في بعض الأحيان بمصطلح الإيذاء النفسي) والإهمال.
وفي النزاعات المسلحة ومستوطنات اللاجئين تتعرّض الفتيات، بوجه خاص، للعنف الجنسي والاستغلال والإيذاء من قبل المقاتلين وقوات الأمن وأعضاء مجتمعاتهن المحلية والعاملين في مجال المعونة وغيرهم.
تتسبّب إساءة معاملة الأطفال في معاناة الأطفال والأسر وبإمكانها أن تخلّف عواقب طويلة الأجل. فتلك الظاهرة تتسبّب في حدوث إجهاد يؤدي إلى عرقلة نماء الدماغ في المراحل الأولى. كما يمكن أن يؤدي الإجهاد الشديد إلى عرقلة نماء الجهازين العصبي والمناعي. ونتيجة لذلك تزيد مخاطر تعرّض الأطفال الذين عانوا من إساءة المعاملة لمشاكل صحية سلوكية وجسدية ونفسية عند الكبر، ومن تلك المشاكل:
- اقتراف العنف أو الوقوع ضحيّة له؛
- الاكتئاب؛
- التدخين؛
- السمنة؛
- السلوكيات الجنسية المحفوفة بمخاطر عالية؛
- الحمل غير المرغوب فيه؛
- سوء استعمال الكحول والمخدرات.
ويمكن أن تسهم إساءة معاملة الأطفال، من خلال تلك العواقب السلوكية والصحية النفسية، في التعرّض لأمراض القلب والسرطان والانتحار والعداوى المنقولة جنسياً.
وهناك، إضافة إلى العواقب الصحية والاجتماعية الناجمة عن إساءة معاملة الأطفال، آثار اقتصادية، بما في ذلك تكاليف المكوث في المستشفى وعلاج مشكلات الصحة النفسية ورعاية الأطفال والتكاليف الصحية الطويلة الأجل.
من الأهمية بمكان التأكيد على أنّ الأطفال هم الضحايا ولا يجب، أبداً، لومهم على ما تعرّضوا له من إساءة المعاملة. وهناك عدد من الخصائص التي تطبع آحاد الأطفال والتي قد تزيد من احتمال تعرّضهم لإساءة المعاملة، ومنها أن يكون الطفل لم يتجاوز أربع سنوات من العمر أو أن يكون مراهقاً وأن يكون الطفل غير مرغوب فيه، أو أن يفشل في تحقيق آمال والديه بالاضافة الى أن يكون للطفل احتياجات خاصة، أو أن يبكي بانتظام أو أن يكون لديه سمات جسدية شاذة.
في هذا السياق تسعى منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع عدد من الشركاء، إلى الاضطلاع بما يلي:
- توفير الإرشادات التقنية والتقييسية فيما يخص الوقاية من إساءة معاملة الأطفال استناداً إلى البيّنات؛
- الدعوة إلى زيادة الدعم الدولي للوقاية من إساءة معاملة الأطفال استناداً إلى البيّنات؛
- توفير الدعم التقني لبرامج الوقاية من إساءة معاملة الأطفال استناداً إلى البيّنات في عدة بلدان منخفضة الدخل وبلدان متوسطة الدخل .